إسماعيل كيليتش أرسلان - يني شفق
يا لسذاجة هؤلاء الناس! فمنذ "طوفان الأقصى" وهم يحاولون إقناعنا بعبارات من قبيل: "ما شأننا بفلسطين، ما شأننا بغزة، ما شأننا بإسرائيل". إنهم يعتقدون أن فلسطين، وغزة، وإسرائيل، ولبنان، وسوريا بعيدة عن تركيا بآلاف الكيلومترات، ويعتقدون أن قضية فلسطين والحرب المزعومة لإسرائيل لن تمس تركيا بأي شكل من الأشكال. هذا هو العمى الفكري الذي نجد أنفسنا مجبرين على العيش معه.
ولكن عندما حذرناهم من خطورة الوضع، ومن أن إسرائيل تشتري مستوطنات في كل من جنوب قبرص وشمال قبرص، وتبني منشآت محصنة بشكل خاص في شمال قبرص وأنها تستعد لشيء ما، لم يأخذ هؤلاء الحمقى تحذيراتنا على محمل الجد.
وعندما قلنا لهم إن إسرائيل هي عبارة عن مستشفى للأمراض العقلية، يسكنها مختلون عقلياً يريدون إشعال حرب يوم القيامة، وأنهم لن يقتصروا على غزة في حروبهم، بل سينشرونها إلى كل مكان يعتقدون أنه وعد لهم عندما تتاح لهم الفرصة، ردوا علينا: "لا تصدقوا هذا".
والآن، نرى أن إسرائيل تحاول توسيع نطاق حربها لتشمل الضفة الغربية وسوريا ومصر ولبنان، ولكنهم لا يزالون يرفضون تصديقنا.
إذن، السؤال المطروح هو: هل يمكن أن يكون هؤلاء الحمقى غير مدركين بأن خريطة الأرض الموعودة التي يتطلع إليها اليهود تشمل مصر ولبنان وسوريا وفلسطين والعراق وأجزاء واسعة من الأناضول تمتد من أرزينجان حتى هاتاي؟ هل هذا ممكن حقاً؟
ونظراً لإمكانية جهلهم بهذا الأمر، سأكرر القول مرة أخرى: الأراضي التركية التي تمتد من أرزينجان حتى هاتاي مدرجة في خريطة الأرض الموعودة التي يتطلع إليها أحفاد الكلاب هؤلاء، الذين يسعون إلى إشعال حروب دينية لتحقيق أهدافهم. فالهدف النهائي لهذه العصابة الصهيونية هو السيطرة على كل الأراضي التي يعتقدون أنها وعدت لهم، وإقامة دولة يهودية فيها، معتقدين أن ذلك سيؤدي إلى تسريع قدوم يوم القيامة بحسب زعمهم.
إن المسافة بين أقصى نقطة في لبنان، حيث شنت إسرائيل حربها حالياً وقتلت فيها 650 مدنياً في يوم واحد، وأقرب نقطة في تركيا هي 199 كيلومتر فقط، أي ما يعادل مسافة يمكن قطعها سيراً على الأقدام في يومين، أو بالسيارة في ساعة ونصف، أو بالطائرة في عشرين دقيقة.
دعوني أضيف شيئًا آخر، إن الدولة الكردية التي تحاول إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة إقامتها في شمال سوريا كـ"إسرائيل الصغيرة" تخطط لتكون على الحدود مباشرة مع تركيا. أعتقد أنه لم يعد هناك من يسأل: "ما الذي تفعله تركيا في سوريا؟"، ولكن إن وُجد، فهذا هو الوضع بالضبط.
لقد حان الوقت لكي نفهم جملة الرئيس أردوغان القائلة: "أهل غزة يقاتلون من أجل حدود تركيا أيضاً" فهمًا صحيحًا ودقيقًا.
لاحظوا أنه لا يوجد أي فرق من وجهة نظر الأجندة الإسرائيلية بين وصول شخص ما إلى السلطة يكون لديه علاقات جيدة، بل ممتازة مع إسرائيل، مثل أوميت أوزداغ، وبين وصول شخص آخر إلى السلطة يكون في حالة صراع مباشر وحاد مع إسرائيل، مثل حزب "هدى بار". فإسرائيل ما لم يتم وقفها وتدميرها من قبل المجتمع الدولي، ستستمر في تنفيذ أجندتها وسترتكب كل أنواع الجرائم والحروب والوحشية من أجل الاستيلاء على الأراضي التي تعتقد أنها وعدت بها.
ومن يقول "إسرائيل لن تفعل شيئًا لتركيا" فهو خائن على أقل تقدير. فالعصابة الإجرامية التي قتلت 650 شخصًا في لبنان في يوم واحد و42 ألفًا في غزة، لن تهاجم تركيا فقط إذا وجدت الفرصة، بل إن ذلك يعتبر واجبًا دينيًا وجزءًا من عقيدتها وإيمانها.
لا أعرف كم من الوقت سيستغرقه هؤلاء الحمقى لكي يستوعبوا ويدركوا أن هذه الحرب بالنسبة لإسرائيل "حرب تتقدم على مراحل".
إنني أؤكد لكم، إذا لم يكن لدى إسرائيل، التي تعمل على تطوير وتقوية الصهيونية في الهند، وهي تبعد عنها 6-7 آلاف الكيلومترات، هدفًا يتمثل في "استيطان الهنود في لبنان وشمال سوريا وأرزينجان وهاتاي بعد احتلالها" فأنا لا أعرف شيئًا على الإطلاق. لكن هؤلاء الحمقى يريدون منا أن نبقى غير مكترثين تجاه ما يحدث في لبنان وسوريا والعراق ومصر وفلسطين، أي في المناطق القريبة منا، لكي تتمكن إسرائيل من تنفيذ ما تريده بالطريقة التي تريدها. فهل سنقف مكتوفي الأيدي ونسمح لإسرائيل بتنفيذ مخططاتها؟
إذا لم نساعد شعب لبنان، رغم وجود عصابة حزب الله وأجندة إيران الإمبريالية، ولم نمنع بأي ثمن تأسيس دولة كردية في شمال سوريا، وإذا لم نقدم أقصى دعم ممكن للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، فإن الدور سيأتي على تركيا. أعيد وأكرر مرة أخرى: هذه مسألة عقيدة وإيمان بالنسبة لتلك المنظمة الإرهابية المسماة إسرائيل.
إذا كان هؤلاء الجهلة يظنون أن "أوميت أوزداغ، وأوزغور أوزيل، وحزب السعادة، وأوزغور دميرتاش، وقادة حزب الشعوب الديمقراطي، وفاتح الطايلي يمكنهم الاجتماع والتوصل إلى أي اتفاق مع إسرائيل، فإنهم ينتظرون عبثًا. الشيء الوحيد الذي يمكن القيام به مع إسرائيل هو: القضاء عليها.
نتوقع ممن يظن هذا أن يتفهم هذا القدر على الأقل، وندرك حجم ما نتوقعه منهم ولكننا نشعر باليأس من هذا الوضع لدرجة أن نطلب منهم ذلك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس