أردان زنتورك - صحيفة - ترجمة وتحرير ترك برس
يتحدث أردوغان في كل خطاب له عن خيام الإرهاب التي تتواجد في بروكسل جنبا إلى جنب مع البرلمان الأوروبي، فالدول تختلف عن الأشخاص، حيث يركزون على أدّق التفاصيل، ويكررون الحديث عنها، وهكذا يزرعونها في وعي الشارع، وحينها لن ينسى الناس حتى لو مرّ على ذلك 100 عام، وهذا هو سبب قيام أردوغان بالتركيز وتكرار الحديث عن خيام الإرهاب.
الإرهاب ومحاولة الانقلاب
نحن نمر عبر مرحلة يجب أنْ نتحدث فيها بصراحة مطلقة، فتركيا التي سعت إلى دخول معمعة القوى العالمية، واجهت خلال السنوات الثلاث الماضية محاولتين للانقلاب، الأولى هي محاولة الانقلاب الثلاثية التي قامت بها عناصر من الشرطة والقضاء ومدعين عامين تابعين لجماعة فتح الله غولن في الفترة بين 17-25 كانون الأول/ ديسمبر، والثانية هي محاولة حزب العمال الكردستاني استغلال المكسب السياسي الذي حققه حزب الشعوب الديمقراطي في انتخابات 7 حزيران/ يونيو من أجل السيطرة على السلطة.
أيقنت الدولة خطورة الموقف بعد قيام جهات يسارية متشددة من حزب جبهة التحرير الشعبي الثوري (DHKP-C)، بحجز النائب العام لقضاء تشاغليان، ونشر صور احتجازه، وانتشارها في مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الصفحات التابعة لحزب الشعوب الديمقراطي.
انتخابات 7 حزيران كانت غريبة ومثيرة، حيث عملت مجموعات القوى المالية وأصحاب رؤوس الأموال، بالتعاون مع القوى العالمية والمتحدثين باسمهم ووسائل الإعلام التابعة لهم، من أجل دعم حزب سياسي تابع للارهاب، وذلك بهدف الانقلاب على الحزب الحاكم باستخدام الوسائل الديمقراطية، وقد سجل التاريخ حديث نواب عن حزب الشعب الجمهوري وكذلك عن حزب الحركة القومية يتحدثون فيه عن دعمهم لحزب الشعوب الديمقراطي.
استخدام ورقة الإرهاب
وقد كان مُلفتا للنظر، عدم اكتراث أوروبا وأمريكا لعملية السلام التي قادتها تركيا، وكانوا يريدون اختبار صبر تركيا، لكن بعد انتخابات 7 حزيران وقيام حزب العمال الكردستاني بإنهاء عملية السلام وإعلان الحرب، سارع الاتحاد الأوروبي وأمريكا إلى النظر من نافذة "حقوق الإنسان" وانتقاد تركيا.
وهذا الأمر كان مهما من أجل إثبات أنّ وجود حزب العمال الكردستاني والمنظمات اليسارية المتشددة، يستمر من خلال الدعم السياسي والمالي الذي يحصلون عليه في بلدان الاتحاد الأوروبي.
كما أنّ ظهور منظمة داعش في هذه المرحلة، جاء من أجل أنْ يقود حراك الدول العالمية، فهو "قائد لواء" هجمات هذه الدول، التي لا تريد القضاء على سايكس-بيكو في الشرق الأوسط، ونحن الآن نواجه منظمات إرهابية "مُجيشة"، وحزب العمال الكردستاني يحصل الآن على تعليم وتدريب استخدام الدبابات، ومن يقوم بتدريبهم هو القائد الفعلي الذي يقودهم ضدنا.
ومن دعم حزب الاتحاد الديمقراطي، على الرغم من كل تحذيرات تركيا بأنه يتبع لحزب العمال الكردستاني وأنّ دعمه يعني دعم العمال الكردستاني، وبالتالي من يدعم الاتحاد الديمقراطي هو الجهة التي تقود "حرب الوكالة" ضد تركيا.
أريقت دماء شهدائنا أمامنا
تلطخت أيادي إيران والاتحاد الأوروبي وأمريكا وروسيا بدماء شهدائنا، وذلك من خلال دعمهم لحزب العمال الكردستاني الذي أخذ الأوامر منهم بإعلان الحرب، وهذه القوى هي نفسها المسؤولة عن بحيرة الدماء التي أريقت في كيليس نتيجة سقوط صواريخ داعش عليها، ورغم أنهم يقومون بكل ذلك، إلا أنهم يتشدقون علينا وبدون خجل ويتحدثون عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، بل يدّعون بأنّ تركيا تدعم داعش.
لذلك أنا لا أستطيع العفو عن من نشر خبر وإشاعة قاطرات الاستخبارات التركية، فجُرم من نشر تلك العناوين لا يقل عن جُرم من نشر صور النائب العام وهو رهينة، وما أفهمه، هو أنّ الخيانة أصبحت سهلة للغاية من خلال "حروب الوكالة"، وأنّ القوى العالمية لا تجد صعوبة في إيجاد الخونة.
المشهد واضح: أغرقوا سوريا والعراق بما قيمته مليارات الدولارات من السلاح، وبعد ذلك لا يكترثون لمشهد المدنيين وهم يقتلون وتُراق دمائهم، ونحن نشاهد ما يفعلونه للاجئين الذين هربوا من الموت إليهم، ويدعمون حزب العمال الكردستاني، لكن هل ينظرون إلى حقوق المدنيين الأكراد الأبرياء؟ كلا.
نعيش في عالم غريب، فيه من يلجأ إلى "قوانين الطوارئ" على أراضيه وينتهك كل الحقوق، يأتي من أجل أنْ يستجوبنا ويتحدث لنا عن مواجهة الإرهاب. هذا كان في الماضي، نحن اليوم نفهمكم جيدا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس