أوكان مدرس أوغلو – صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
كشف الإرهاب عن وجهه الدموي مرة أخرى في أكثر الأشهر قُدسية، فما تهدف له خيانة هؤلاء القتلة الذين لا يعرفون أي معنى للقيم الإنسانية أصبح مكشوفا. وفي ضوء ما توصلت له تقييمات مجلس الوزراء ومجلس الأمن القومي يمكننا قول التالي:
- إن حزب العمال الكردستاني والشراذم السياسية المنبثقة عنه تخدم وبكل معنى الكلمة فكرة "منطقة حكم ذاتي" و"حرب ثورية شعبية".
- التنظيم فقد تأييد الشعب في المناطق التي حول حياة سكانها اليومية الى جحيم وعذاب.
- حزب الشعوب الديموقراطي فقد هويته السياسية وحسب تقييمات اليوم تراجعت نسبة مؤيديه إلى تحت حد دخول المجلس.
- جبل قنديل وجه تعليماته إلى الحركات الصغيرة المنفصلة للقيام بأعمال شغب ذات تأثير مهم.
- التنظيم الإرهابي يعمل على نشر بروباغاندا "صامدون" من خلال استهداف الشعب وقوات الأمن على حد سواء ويهدف من ذلك إلى تشكيك الشعب في إمكانية نجاح عمليات مكافحة الإرهاب ليتساءلوا "هل من الممكن أن تفشل عمليات الدولة في مكافحة الإرهاب؟". وهدفه من نشر هذه البروباغندا غاية في الوضوح...
- هناك جهود كبيرة في سبيل إعادة ترسيم خرائط عدد من دول الجوار وعلى رأسها سوريا وهناك مساعي إلى إنشاء دول اصطناعية في المنطقة.
- هذه الأعمال الإرهابية بمثابة رسالة موجهة لتركيا "لتنكمش على ذاتها وتستهلك جهودها وطاقتها في الداخل بحيث لا يمكنها التدخل بما يحصل في محيطها وجوارها".
- هناك رغبة في كسر قرار الدولة التركية القاضي بـ"استمرار عمليات مكافحة الإرهاب حتى يتم التخلص من كل السلاح الموجود بأيدي عناصر حزب العمال الكردستاني الإرهابي"، وهناك رغبة قوية في الجلوس على طاولة المفاوضات وكأن شيئًا لم يكن.
***
فلو قام المسؤولون في الدولة التركية بـ:
- إعطاء ظهورهم لما يحدث في العراق وسوريا ولم يلتفتوا إلى ذلك.
- منح الإذن والسماح بإنشاء دولة لحزب العمال الكردستاني في الشمال السوري على طول الحدود وصولا للبحر المتوسط.
- لو قطعت تركيا علاقتها بمصادر الطاقة في القوقاز والشرق الأوسط ولم تعر ذلك أي اهتمام.
- لو غضت الحكومة التركية النظر عن الحركات السياسة الكردية والجماعات الدينية والمؤسسات والتنظيمات المختلفة في شرق وجنوب شرق البلاد وأهملتهم وقبلت بحزب العمال الكردستاني فقط ممثلا لكل هؤلاء وتخاطبت معه.
- لو قبلت بأن يتم إدارة قسم من البلاد كمقاطعة منفصلة وقالت "نعم" للإدارة الذاتية.
عندها لا أظن أن القنابل كانت ستنفجر في كل مكان في البلاد، لكن لا يمكن لاي من المسؤولون الذين يديرون البلاد القبول بمثل هذا السيناريو، فبمثل هذا السيناريو كان من الاستحالة السيطرة على الحدود والمحافظة على الوحدة الوطنية ووحدة التراب.
***
بالنهاية لا يمكن النظر إلى هذه الانفجارات والجو العام الذي تهدف لخلقه بشكل منفصل عن تلك التي حصلت في مقديشو قبيل زيارة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى الصومال الأسبوع الفائت أو عن تلك الانفجارات التي تحمل رسالة مفادها "لا تأتِ إلى هنا" عند إعلان رجب أردوغان عن نيته المشاركة في جنازة المصارع محمد علي الذي يرمز للمظلومين وللمسلمين بشكل عام.
وبالنتيجة ستستمر الهجمات الارهابية وستستمر تركيا في دفع الحساب بعمليات مباشرة وواضحة وأخرى بالخفاء ما دامت تُصر على موقفها في التدخل ومراقبة التغيرات بموازين القوى بالمنطقة وما دامت ترفض الظلم في هذا العالم.
الشيء المهم أن لا نلقي بمهمة مكافحة الإرهاب على عاتق السياسيين والجيش أو قوات الأمن ولا بد من نشر الوعي العام بين أفراد الشعب لنزيد من مقاومتهم ومن وإصرارهم على رفض الإرهاب لنقوي بذلك نظام المناعة الوطني بشكل يضمن بقاء تركيا ووحدتها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس