ترك برس
يحيي كمال هو شاعر مخضرم عاصر السنوات الأخيرة للدولة العثمانية والسنوات الأولى للجمهورية التركية، وشكل جسرًا أدبيًا حيويًا ما بين الحقبتين الزمنيتين اللتين عاش بهما، فقد أثّر شعره على عدد كبير من الشعراء والكتاب أبرزهم عارف نهاد آسيا الذي جمع في شعره بين السياسة والاقتصاد والاجتماع اقتداءً بأسلوب يحيي كمال الذي يُعد أول من استخدم هذا الأسلوب.
كتب آسيا شعره على النظم التقليدية المنتظمة تارة والنظم الحديثة تارة أخرى، ولكن أكثر النظم التي شُهد له استخدامها هي النظم الرباعية، وقد دون معتمدًا عليها 5 كتب شعرية.
ساهم استخدام آسيا للغة تركية بسيطة في نشر شعره على نطاق واسع، نظرًا لتمكن عدد كبير من المواطنين الأتراك من استيعابه وفهم معانيه بعيدًا عن التعقيد اللغوي الذي عادة ما يسبب النفور لدى بعض القراء.
حياته
وُلد عارف نهاد آسيا في ناحية تشاتالجا أكبر نواحي مدينة إسطنبول، عام 1904، وكان الابن الوحيد لعائلته. فقد آسيا والده وهو في الشهور الأولى من عمره بسبب إصابته بمرض السل. بعد مرور ثلاث سنوات تزوجت والدته من جديد وانتقلت مع زوجها إلى فلسطين، تاركةً ابنها الوحيد إلى جانب أقاربه في إسطنبول.
التحق آسيا بمكتب التعليم في قريته، وبعد وفاة جدته تولت عمته تربيته، ولم يتمكنا من البقاء في قريتهما طويلًا، إذ دقت طبول حرب البلقان، مما اضطرهما للهجرة إلى مركز إسطنبول، وأقاما في منطقة الحسكة.
وبينما الحرب العالمية الأولى مستمرة التحق آسيا بمدرسة غولشان المعارف لإتمام تعليمه الابتدائي، وبدأ كتابة الشعر في تلك المرحلة، ثم اتجه إلى بولو لإنهاء المرحلة المتوسطة ومنها إلى كستامونو لإنهاء الثانوية العامة.
مكوث آسيا في مدينة كستامونو خلال سنوات حرب التحرير التركية ملأه بالعواطف الوطنية ودفعه لكتابة الشعر الوطني الذي شكل هويته حتى مماته. أنشأ معلمه "أنور كمال" مجلة "غينتشليك" وتعني "الشباب"، وعرض على الطلاب نشر أعمالهم الإبداعية في المجلة، وكانت منشورات آسيا الأدبية في تلك المجلة نقطة الانطلاق الأولى له نحو حياة الأدب والشعر.
دار المعلمين العليا، جامعة إسطنبول
دار المعلمين العليا هو الاسم الأول لجامعة إسطنبول، التحق آسيا بقسم الآداب التابع لها، وكتب أول أشعاره في السنوات الأولى لدراسته الجامعية. ألف كتاب "حلاقة الهيكل" عام 1924، وأحدث الكتاب صدىً كبيرًا لدى النقاد والكُتاب الذين أشادوا بموهبته الشابة.
الحياة الاجتماعية ومشواره العملي
تزوج آسيا زوجته الأولى "خديجة سميحة" وهو في السنة الأخيرة للدراسة، وبعد تخرجه تم تعيينه كمعلم للأدب التركي في مدرسة أضنة للبنات الواقعة في مدينة أضنة، وعمل هناك 14 عامًا. صعد آسيا أولى عتبات سلم الشهرة بتاريخ 5 كانون الثاني/ يناير 1940، حين قرأ قصيدته "العلم" أمام جمع هائل من المعلمين والإداريين والمواطنين الذين توافدوا للاحتفال بذكرى تحرير أضنة، ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا اشتهر آسيا باسم "شاعر العلم".
انتقل عام 1932 إلى مدينة مالاطيا ليعمل مديرًا لمدرسة ثانوية، ولكنه لم يستمر في عمله إلا 3 سنوات إذ وجد أن مجال العمل الأنسب له هو التدريس وليس الإدارة، فعاد إلى مدرسة أضنة وعمل بها حتى عام 1948، حين تم نقله إلى مدينة إيديرنا.
مشواره السياسي
دخل البرلمان عام 1950 نائبًا للحزب الديمقراطي عن مدينة أضنة، وقدم خدماته الحيوية لأهل ناحيته وحزبه، ولكنه لم يرشح نفسه من جديد عام 1954، وعاد إلى التدريس، وتنقل بين المدن التركية حتى أُصيب بوعكة صحية عام 1974، توفى على إثرها في 5 يناير 1975.
أهم آثاره
ـ حلم الوسادة "1930".
ـ الآيات "1936".
ـ الأجنحة والمناقير "1945".
ـ رباعية عارف "1956".
ـ الجذور والأغصان "1964".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!