برهان الدين دوران - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
لقد تعرض أحد أبرز قادة حزب العمال الكردستاني "باهوز إردال" "فهمان حسين" لهجوم في مدينة القامشلي السورية أسفر عن قتله، وقد أعلنت كتائب تل الخميس مسؤليتها عن عملية الإغتيال في بيان نشرته و قتله مع مجموعة من مرافقيه .
لايعد قتل أحد أهم قادة حزب العمال الكردستاني والذي لعب دورا كبيرة في تشكيل تنظيم "وحدات حماية الشعب الكردي" "ي بي غي" اغتيالا عاديا فحسب بل يحمل في طياته معاني وأهداف أبعد.
فتحقق هذا الهجوم في منطقة واقعة تحت سيطرة تنظيمي "بي كي كي- ي بي غي" يظهر بدء مرحلة جديدة في صراع تركيا مع تنظيم بي كي كي الإرهابي.
وأول شيء يخطر على البال أن الإرادة التركية في حربها على تنظيم بي كي كي قد وصلت للعمق باستهدافها لقادة التنظيم.
وفي علم المصطلحات العسكرية يطلق على هذا النوع من الإغتيال "تصفية القيادة" ويمكن أن تشتمل على قتل القادة أو اعتقالهم.
فالكل يعلم أن الدولة وضعت جائزة لمن يقتل قيادات تنظيم بي كي كي وفق قوائم هي نظمتها، حتى أن الإعلام عكس مدى عمل الإستخبارات التركية في هذا الشأن .
لقد كتب الكثير عن مدى تأثير فقدان التنظيمات الإرهابية لقاداتها أو مسؤلوها رفيعي الشأن عند تصفيتهم، فتصفية قائد تنظيم ممكن أن يؤدي إلى انهيار في قاعدة هذا التنظيم ، ففي بدايات التنظيمات الصغيرة والغير مؤسساتية بعد فإنه من الممكن أن تعطي نتائج مؤثرة ، أما في التنظيمات الكبيرة الغير مؤسساتية بعد والمشكلة منذ سنين طويلة فإنها من الممكن أن تكون سبب لظهور قادة ريديكاليين.
ويمكننا القول بأن اعتقال السلطات التركية لعبد الله أوجلان عام 1999 يعد نوع من أنواع التصفية وذلك خلال فترة صراع تركيا مع تنظيم بي كي كي، فبعد اعتقال أوجلان أخذ تنظيم بي كي كي الضعيف يسترجع قواه تحت إدارة أسماء منها : مراد كارايلان، جميل بايك، دوران كالكان وباهوز إردال ، وعندما خرقت فترة السلام بين تركيا والتنظيم كانت إدارة التنظيم مشكلة من أسماء هؤلاء القادة التي ذكرت أسمائها، حتى أنهم أعطوا الفرصة بل دعموا تشكيل تنظيمات ك "ي غي بي" و "بي ي دي" في الشمال السوري.
وبحجة الصراع مع تنظيم داعش اتجه تنظيمي بي كي كي و ي غي بي إلى تشكيل دولة في الشمال السوري بدعم من إدارة أوباما الأمريكية، وهذا الوضع الجديد يعتبر نقطة تحول تاريخية بالنسبة لتنظيم بي كي كي.
فالكانتونات المشكلة في الشمال السوري والتي تهدف إلى الإتحاد وتشكيل دولة تختلف عن وجود بي كي كي في جبل قنديل، وهذا هو السؤال الحساس ، هل أفاد بالغرض قتل باهوز إردال في مرحلة تصفية قائد جديد؟
إن اغتيال باهوز إردال في هذه الهجوم قد أثر بشكل سلبي على نفسية أفراد تنظيم بي كي كي لكن هذا لايعني تفكك التنظيم، لكن بالجهة الأخرى يمكن أن يؤثر قتل هذا القائد على التنظيمات الموجودة في الشمال السوري ولأن تنظيمي ي بي غي و بي ي دي حاليا في مرحلة التأسيس فهذا الهجوم يعبر عن معاني رمزية كثيرة منها :
أولها :أنه بالإمكان ضرب قادة تنظيم بي كي كي حتى ولو كانوا في الشمال السوري.
ثانيها: أن أمريكا الداعمة لهم لن تستطيع إعاقة هذه الهجمات.
ثالثا: بهذه الهجمة قد يكون تم الرد على التفجيرات الحاصلة في مدن الشمال السوري الكبيرة مؤخرا.
وأهمها: اتضح أن تنظيمي ي بي غي و بي ي دي لن تجد الراحة والأمان في الكانتونات التي شكلتها.
وعليهم أن يعلموا أنه لم يعد هناك" آمان" حتى في الجبال التابعة لمناطقهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس