ترك برس
رأى الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية البروفيسور "يارون فريدمان"، أن ما حصل من محاولة انقلاب فاشلة في تركيا قامت بها مجموعة مقلصة من الجيش، بينما كان الاقتصاد التركي يحظى بحالة من الاستقرار ساعدت على ثبات ورسوخ حكم رئيس البلاد رجب طيب أردوغان.
قارن فريدمان في تحليل موسع له بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، بين الانقلاب الذي نجح في مصر وذلك الذي فشل بتركيا، مشيرًا أن الأول وقع على خلفية وضع اقتصادي سيئ، معتبرًا أن مصير الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بعد الانقلاب ساهم في إفشال محاولة الانقلاب الأخيرة في تركيا، لأن الرئيس التركي أردوغان خشى من نهاية مماثلة لما حدث مع مرسي.
ونقلت "الجزيرة نت"، عن الأكاديمي الإسرائيلي، أن الجهات الرسمية المصرية بما فيها وسائل الإعلام اعتقدت هذا الأسبوع أن أردوغان سوف يتحول إلى مرسي ثان، عقب مسارعة العديد من الإعلاميين المصريين إلى الاحتفال بالانقلاب الذي سيطيح بأردوغان، والإعلان عن إسقاط شريك الإخوان المسلمين.
كما سارع حزب الله بدوره للإعراب عن سعادته بسقوط من يعتبره داعما للثوار السوريين السنة، وشرب مؤيدو النظام السوري أنخاب نهاية "السلطان العثماني" ولم يعلموا أن الانقلاب التركي أضعف من أن ينجح، مما يطرح التساؤل: لماذا نجح الانقلاب على الإخوان في مصر، وفشل في تركيا، وما مدلولاته على إسرائيل؟
يجيب فريدمان عن هذا التساؤل قائلا إنه من خلال المقارنة بين الانقلابين التركي 2016 والمصري 2013، يتضح أن من قام بهما في البلدين جيش علماني ضد حزب إسلامي، مما يعني أن كلتا الحالتين تظهران أن هدف الانقلاب هو الصراع الأيديولوجي على هوية الدولة في تركيا ومصر، وفقا للجزيرة نت.
ويشير فريدمان -وهو خريج جامعة السوربون، ويحاضر في القضايا الإسلامية بمعهد التخنيون وكلية الجليل الغربي- أن أردوغان عبر عن قلقه من انقلاب السيسي في مصر واعتقال مرسي، وقدر أن انقلابا مماثلا قد يستهدفه بتركيا لاسيما بعد الاعترافات المتتالية من دول العالم بنظام السيسي الذي أطاح بنظام سياسي جاء بعملية ديمقراطية، حتى أن دولا كثيرة عبرت عن سعادتها للإطاحة بنظام الإخوان وشكل هذا كابوسا لأردوغان، مما دفعه لعدم الاعتراف بنظام السيسي حتى اليوم.
وواصل الكاتب الإسرائيلي مقارنته مشيرا إلى أنه رغم تباطأ العديد من دول العالم بالتعقيب على الانقلاب التركي بانتظار نتائجه، فإن دولة قطر فقط هي من سارعت لتهنئة أردوغان على فشل الانقلاب، وبينما حظي السيسي خلال انقلابه بتأييد في العاصمة القاهرة، لكن الوضع في تركيا كان مختلفا، فرغم أن الانقلابيين سيطروا على التلفزيون، لكن أردوغان نجح بإخراج الجماهير للشوارع عبر دعوات وجهها عبر الإنترنت، وأثبت أن جماهيريته تتسع في البلاد.
وفي حين لم يتمكن الإخوان المسلمون الذين حكموا مصر لمدة عام واحد فقط من صياغة برنامج اقتصادي ينقذ البلاد من تدهور متسارع، فإن أردوغان فتح الطريق أمام تركيا لتصبح صاحبة إنجازات اقتصادية غير مسبوقة، مستندا إلى أيد عاملة قوية ونشاط سياحي، وموقع تركيا الإستراتيجي بين آسيا وأوروبا، وموارد نفطية، وكل ذلك منح أردوغان فترة البقاء في السلطة.
ويختم فريدمان تحليله قائلا "إن نجاح الانقلاب العسكري العلماني في تركيا، كان كفيلا بإعادة الأمور في البلاد إلى ما قبل عام 2003، قبل صعود حزب العدالة والتنمية إلى الحكم، وما يعنيه ذلك من تحسن في علاقات تركيا وإسرائيل".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!