بكر هازار - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
لقد تم استخدام المسلمين الأفغان ضد الروس بعد تعليمهم على يد عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (CIA) لتخرج فيما بعد بعض الجماعات المتشددة وعلى رأسها القاعدة. أما داعش فقد تم إنشاؤها على يد بتريوس الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وتسببت بتفتيت وبعثرة كل من العراق وسوريا. تلاها نقل حزب العمال الكردستاني من جبل قنديل إلى مدينة كوباني (عين العرب) على يد الاستخبارات العسكرية وعملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الذين بنوا جيشًا جديدًا من الإرهابيين. تحدثت البارحة عن مشروع "فرخ النسر" الأمريكي، هذا المشروع الذي يمتد من بحر البلطيق الى حدود الصين على شواطئ المحيط الهادي.
ولإنجاح هذا المشروع عملوا على السيطرة على الجمهوريات التركية في وسط آسيا من خلال تنظيم فتح الله غولن الإرهابي وهدفهم من ذلك بناء جدار عازل بين بكين وموسكو لمنع إمكانية أي تعاون مشترك بين روسيا والصين وتحضيرا لنفخ روح الحياة في مشروع "عالم تحت الإدارة الأمريكية" بعد تدمير الاتحاد الأوروبي من خلال ضرب كل من فرنسا وألمانيا بالإرهاب، لتصبح واشنطن هي المركز الوحيد الذي يوجه الأوامر لبناء عالم جديد على هواها تصممه دون مقتل العساكر الأمريكان. فالبنتاغون الأمريكي قد اكتشف قوة جيش الإرهابي الذي كان قد صنعته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية آنفًا.
ففي ليلة الخامس عشر من تموز كان هينري باركي خبير الانقلابات متواجدًا وبطريقة مثيرة للشبهات في أحد الفنادق التاريخية المتواجدة في الجزيرة الكبرى من جزر الأميرات، هذا الفندق الذي كان قد استخدم كمقر للقوات الإنجليزية إبان احتلالها لإسطنبول قبيل ما يقارب المئة عام. هينري باركي الذي يعد شريكًا لغراهام فولر ذو المقام الرفيع في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وكفيل جماعة غولن في الولايات المتحدة الأمريكية وصاحب فكرة "مشروع إدارة وتوجيه الدول الإسلامية نحو الإسلام المعتدل".
لكن في تركيا "قائد" يقف في وجه الحلم الأمريكي ويرفض أن يقول للأمريكان "تحت أمركم" ويرفض أن يتم استغلاله في سبيل إنجاح مشروع "فرخ النسر" الأمريكي. وبالتالي فإن مشروع الولايات المتحدة للقرن الواحد والعشرين يواجه السكتة القلبية ويلفظ أنفاسه التي قد تكون الأخيرة. الأهم من ذلك أن هناك الموظفين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة في قصور بنسلفانيا كما أن هناك المتشددين الذين تزرعهم أمريكا داخل جيشنا التركي والذين حركتهم لاحقا للقيام بالأعمال الإرهابية فالولايات المتحدة أصبحت تعمل من خلال جيوش الإرهابيين دون أن تواجه خطر التوابيت الملفوفة بالعلم الأمريكي ودون أن تخسر شيئا من جندها.
جنرالات الجيش الأمريكي هي من حول جماعة فتح الله غولن إلى تنظيم إرهابي، ولهذا رأينا الضابط جوزيف فوتيل القائد في قوات الولايات المتحدة الأمريكية المركزية (CENTCOM) يتذمر قائلًا: "إن العديد من حلفائنا في الجيش التركي تم الزج بهم في السجون". من المتوقع والطبيعي أن من قال "إن حزب العمال الكردستاني هو جيشنا" في سوريا ان يقول عن أتباع جماعة غولن الإرهابيين "حلفائنا" وأن يبكي وينتحب من أجلهم فهو من عدم الحياة بدرجة تسمح له أن يخرج ليناصر ويساند القوات الإرهابية التي حركت الطائرات والمروحيات والمدافع والدبابات وقتلت 246 شهيدا من الشعب التركي، إن الجماعات الإرهابية هي جيش الولايات المتحدة الجديد الذي تسعى من خلاله لبناء العالم من جديد.
قائد القطيع هو القاتل الحقيقي
وانظروا قائد جماعة غولن و"حلفاء" الضابط فوتيل الذين تلقوا الدولارات المرقية والمقروء عليها ماذا يقول: "لقد ذهبت للحج في عام 1986م، وفي المدينة المنورة خصص لنا ابن لادن شقة واسعة، وهناك أقمت أنا وجماعة من الأصدقاء، وعند قدومنا إلى مكة المكرمة استضافنا ابن لادن في بيته ومكثنا عنده وعند خروجنا إلى جبل عرفات خصص لنا ابن لادن خيمة وعند نزولنا إلى منى أقمنا في الخيمة التي جهزها لنا ابن لادن مسبقا". أحد أفراد عائلة ابن لادن هو أسامة الذي كان مواطنًا سعوديًا حتى عام 1994م ليتم سحب الجنسية منه بعد ذلك التاريخ وليقدم بعدها أسامة على إنشاء تنظيم القاعدة.
الكاتب لطيف أردوغان الذي كانت تدور الشائعات عن إمكانية جلوسه على عرش جماعة غولان والذي أنسحب لاحقا من الجماعة بعدما لاحظ كم القذارة والشبهات التي تدور حولها جمع الكثير من المعلومات الغريبة والحقائق حول العلاقة التي تجمع أسامة بن لادن مع زعيم جماعة غولن الإرهابية الذي مكث في بيوت عائلة ابن لادن وفي الخيم التي جهزوها له ونشر هذه الحقائق في كتابه الذي أسماه "وجه الشيطان الضاحك" - غولن باللغة التركية تعني الضاحك -. نعم فتحت مسمى الدروس الدينية تقوم جماعة غولن التي تتلقى معاشاتها من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تقوم بعمليات غسيل المخ ومسح الأدمغة، ثم يخرج علينا شيطان الجماعة على شاشات التلفاز باكيا متباكيًا، ولكن لا بد لهذا الشيطان من وجه ضاحك آخر.
هذا الشيطان الذي وشى بمدرس الثقافة الإسلامية واتهمه "بعداء أتاتورك" وسلمه لقوات الدرك، هذا الشيطان الذي كان يتنقل بين العساكر وينقلهم من الثكنات الى الجوامع ليلقنهم ما يسميه "دروس الدين"، هذا الشيطان الذي قام بخدمة العلم لمدة 17 شهرا بدلا من 24 شهر. هذا الشيطان الذي كان يهيج الجماهير في مدينة أرضروم ويشجعهم على العصيان ويحشدهم في الشوارع ثم يختبئ هو تحت حماية العسكر. هذا الشخص الذي تجمعه علاقات تمتد من الانقلابي كنان إفرين وصولا إلى المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي.
لا بد لكم جميعا من قراءة كتاب "وجه الشيطان الضاحك" لتعرفوا هذا الشيطان أكثر ولتعرفوا كيف حولت واشنطن الشيطان الأكبر غولن إلى شيطان صغير في خدمتها.
ولتعرفوا لماذا ينتحب قائد القوات المركزية الأمريكية فوتيل ويقول: "إن حلفاءنا الضباط في الجيش التركي تم الزج بهم في السجون".
إذا كان لهم شيطانهم فنحن لنا شعبنا ولنا كذلك الله المتعالي خير الماكرين. والحمد لله على ذلك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس