ترك برس
استبعد مركز ستراتفور للدراسات الاستراتيجية أن تقدم أنقرة على تطبيع علاقاتها مع النظام الحاكم في مصر استجابة للوساطة السعودية التي تسعى منذ العام الماضي لإعادة العلاقات بين البلدين من أجل تشكيل تحالف سني قوي في المنطقة لمواجهة المتطرفين الإسلاميين.
وقال تقرير للمركز أعدته إميلي هوثورن محللة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن جميع الظواهر تشير إلى أن نوبات التوتر بين البلدين ستستمر، على الرغم من النجاح الجزئي الذي حققته السعودية في الوساطة بين البلدين، لأن أنقرة لن توافق على دعم طموحات الرياض الإقليمية على حساب مصالحها.
وسلط التقرير الضوء على العلاقات التركية المصرية بعد وصول الإسلاميين للحكم في كلا البلدين، وقال إنه منذ انطلاق الربيع العربي في عام 2011 وتركيا ومصر تتنافسان على إيجاد موطئ قدم لهما في المنطقة غير المستقرة، لكن تركيا يدعمها اقتصاد متنوع في مقابل اقتصاد مصري ضعيف لم يترك للحكومة المصرية مجالا لاستعادة مكانتها كقوة إقليمية.
وأضاف التقرير أن صراع التنافس بين البلدين زاد مع توسع النفوذ التركي في المنطقة ولاسيما في الداخل الفلسطيني، حيث زعمت القاهرة أن انهيار محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين التي تتوسط فيها مصر جاء بسبب دعم أنقرة لحركة حماس.
وبحسب التقرير فإن قرار تركيا حماية الإخوان المسلمين الفارين إليها بعد انقلاب السيسي أوصل العلاقات بين البلدين إلى نقطة الانهيار، وصار أي حدث كبير فرصة لكل بلد لتوجيه لطمة للبلد الآخر، فبعد محاولة الانقلاب الأخيرة في تركيا عارضت القاهرة إصدار بيان من مجلس الأمن يدين الانقلاب، كما أعلنت استعدادها لقبول طلب فتح الله غولن اللجوء إليها، وهو الذي تتهمه أنقرة بتدبير الانقلاب.
ويزيد من تعقيد الوضع بين البلدين، كما يقول التقرير، أن القاهرة عقدت اجتماعات في الآونة الأخيرة مع حزب العمال الكردستاني الذي تعده تركيا من بين التهديدات الإرهابية التي تواجهها.
وخلص التقرير إلى أنه حتى لو نحى البلدان خلافاتهما، وتعاونا مؤقتا من أجل تحقيق مكاسب مشتركة وأهمها هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) وتطوير منطقة شرق المتوسط، فإن التوتر بينهما سيستمر على نار هادئة تحت السطح حتى يصل إلى نقطة اشتعال أخرى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!