
ترك برس
أجلت تركيا، في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، 66 شخصًا من قطاع غـ،.ـزة، بينهم أفراد من عائلة القيادي الراحل في حركة حـ،ـمـ.ـاس، إسماعيل هنـ،ـ.ـية.
وأفاد موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أن دفعة الإجلاء شملت فلسـ،ـطينيين ومواطنين أتراك، بناءً على طلب دبلوماسي تركي، وضمت 16 فردًا من عائلة هنـ،ـ.ـية.
وجاء القرار بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غـ،ـ.ـزة، الذي لعبت فيه تركيا دور الوسيط.
ويُذكر أن تركيا احتفظت بعلاقات طويلة الأمد مع هنـ،ـ.ـية، الذي كان يرأس المكتب السياسي لحركة حـ،.ـماس حتى اغتيـ،ـ.ـاله في طهران على يد إسـ،ـرائيل في يوليو/تموز 2024.
ورغم أن أنقرة لا تستضيف مكتبًا رسميًا للحركة، فإن عددًا من قيادات حـ،ـ.ـماس يتنقلون بين قطر وتركيا ومصر ولبنان، ويقيم بعضهم في تركيا لفترات طويلة.
كما كانت صحيفة التلغراف البريطانية قد ذكرت في عام 2020 أن تركيا منحت الجنسية لعدد من قيادات حـ،ـمـ.ـاس، من بينهم إسماعيل هنـ،ـ.ـية.
تركيا وعلاقتها بحركة حماس
لم تعترف تركيا قط بحماس كمنظمة إرهابية، وتعود علاقاتها مع حماس إلى ما يقرب من 20 عاماً. وعندما قُتل مؤسس حركة حماس وزعيمها الروحي أحمد ياسين في غارة إسرائيلية على غزة في 22 مارس/ آذار 2004، أدان رئيس الوزراء آنذاك أردوغان الضربة، ووصف إسرائيل بأنها “دولة إرهابية”. وفي 12 نوفمبر / تشرين الثاني من ذلك العام، أفادت التقارير أن أردوغان حضر جنازة ياسر عرفات، والتي حضرها أيضاً خالد مشعل.
في سبتمبر / أيلول 2010، ذكرت الصحف اليومية الإسرائيلية أن حماس كانت تتلقى تدريباً في تركيا.
وبحلول العام التالي 2011، بعد أن فرضت تركيا عدداً من العقوبات الدبلوماسية على إسرائيل، نظمت حماس مسيرة في غزة لشكر تركيا. وفي ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام، نقلت إحدى وسائل الإعلام الفلسطينية عن مصادر تركية قولها إن أردوغان “أرسل رسالة سرية” إلى هنية “يدعوه لزيارة تركيا ويخبره أنه قرر منح حكومة هنية 300 مليون دولار”. زار هنية تركيا بعد شهر في يناير / كانون الثاني 2012، وقال في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية التي تديرها الدولة، من بين أمور أخرى، “نحن ممتنون لتركيا”. أفيد في 2 أبريل / نيسان 2014 أنه تم عرض ملصق ضخم يظهر أردوغان في أحد أكبر الشوارع في غزة. وجاء في الملصق: “القدس تنتظر أبناءها الشجعان”، كما ظهر في الملصق الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني والأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وقال أشرف أبو زيد، مدير وحدة الأنشطة الاجتماعية في حماس، إن الملصق يهدف إلى شكر أولئك الذين دعموا غزة.
بدوره، كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدة مرات على مرّ السنين صراحة موقف الحكومة التركية بأن حماس ليست منظمة إرهابية، كما فعل في مقابلة في مايو / أيار 2011 مع تشارلي روز. أفادت التقارير في 13 يناير / كانون الثاني 2015 أن أردوغان قال إن “حماية القدس ليست واجب فلسطين فحسب، بل هي واجب مشترك على العالم الإسلامي بأكمله”. وفي 15 مايو / أيار 2018، جاء في تغريدة باللغة الإنجليزية على الحساب الرسمي لأردوغان على تويتر: “تذكير لنتنياهو: حماس ليست منظمة إرهابية والفلسطينيون ليسوا إرهابيين. إنها حركة مقاومة تدافع عن الوطن الفلسطيني ضد قوة احتلال. العالم يتضامن مع شعب فلسطين ضد مضطهديه”. وفي 16 يونيو / حزيران من ذلك العام، أفادت التقارير أن هنية اتصل بأردوغان هاتفياً ليشيد بموقفه من القضية الفلسطينية.
ومؤخرا، تحوّلت علاقات تركيا بحركة "حماس"، إلى ورقة جيوسياسية رابحة، بعد أن كانت ذات يوم نقطة خلاف مع واشنطن، فمن خلال إقناع "حماس" بقبول خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، أعادت أنقرة تأكيد حضورها على رقعة الشطرنج في الشرق الأوسط، مما أثار استياء إسرائيل وخصومها العرب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!