إردال تاناس كاراغول – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
بعد إنشاء حزب العدالة والتنمية في آب/ أغسطس عام 2001 نجح وفي غضون 15 شهرا فقط في الفوز بالمرتبة الأولى في الانتخابات المحلية والنيابية منذ تلك اللحظة وحتى يومنا هذا. ورغم كل العقبات والأزمات التي كانت تواجهه كدعوى حل الحزب، والدعوى الإلكترونية عام 2007، ومحاولة الانقلاب في 17-25 كانون الثاني/ ديسمبر، وأحداث غيزي، وأحداث 6-8 تشرين الأول/ أكتوبر، وانقلاب 15 تموز/ يوليو الماضي؛ إلا أنه نجح وبكل تحدٍ في تجاوز تلك الأزمات ومواصلة مسيرة النهوض السياسي والاقتصادي، فهو لم يوقف ولو للحظة واحدة مشاريعه النهضوية الاقتصادية الضخمة؛ الأمر الذي عزز من موقع الحزب في كل الأوساط الشعبية المختلفة.
ما الذي فعله حزب العدالة والتنمية للاقتصاد التركي في الأربع عشرة سنة الماضية؟
لم تكن الأوامر التي تحرك الحكومة التركية في الملف الاقتصادي تأتي من الخارج أو من أطراف غير تركية، بل كانت تأتي دائمًا من أفواه الناس مباشرة، فحزب العدالة والتنمية وفي كل حكوماته السابقة استهدف رفع المستوى المعيشي لأصحاب متوسط الدخل المنخفض والمتوسط، ثم عمد الحزب إلى تقديم مساعدات اجتماعية اقتصادية لمجموعات معدومة أو فقيرة في برامج مدروسة وبشكل ممنهج، وكانت تلك المساعدات تُعطى بشكل سري لكي لا تُحرِج أصحابها، لكن أصحاب القلوب المريضة من الخصوم غير الشرفاء استخدموا تلك المساعدات لينشروا دعايتهم والبروباغاندا الباطلة الخاصة بهم في حملتهم الانتخابية الأخيرة.
لقد كان لكل هذه الجهود حصة الأسد في دفع الشعب للخروج إلى الشوارع وتحدي الانقلاب بصدورهم العارية من أجل الدفاع عن الرفاهية والمستوى المعيشي الجيد الذي حصلوا عليه في آخر عشر سنوات. فتركيا وفي فترة حكم حزب العدالة والتنمية استمرت وخلال كل الفترة الماضية في نموها الاقتصادي إلا في عام 2009 بسبب الأزمة الاقتصادي العالمية، فمتوسط الدخل السنوي الذي كان 3492 دولار في عام 2002 أصبح 9.177 دولار في عام 2015.
كذلك الحال بالنسبة لديون تركيا، ففي حين أنها كانت عاجزة عن سدادها في الماضي، أصبحت وفي فترة حكومات حزب العدالة والتنمية قادرة على سدادها شيئا فشيئا. أما بالنسبة للتضخم فقد هبط من أرقام الخانتين العدديتين إلى أعداد الخانة الواحدة.
لم تتغير الفوائد كثيرا في الفترة الماضية؛ لكن ومع رؤية الحزب 2023 المستقبلية أصبحت تركيا مزدهرة بالمشاريع الاقتصادية العملاقة كمشاريع الطاقة والجسور والمواصلات السريعة والمطار ومشاريع الدفاع وغيرها الكثير...
في السابق لم يكن الاقتصاد التركي قادرًا على تحمل أي هزات سياسية خفيفة، بينما الآن ورغم كل الضربات الإرهابية المستمرة حتى آخرها انقلاب تموز الماضي لم يتأثر الاقتصاد وظل ثابتا كالجبال الرواسي.
المشاريع القادمة...
ارتبط التقدم والتطور في الجمهورية التركية بنجاح حزب العدالة والتنمية، وفي الفترة القادمة نحن أحوج ما نكون لاستمرار هذا النجاح مع استمرار الظروف المعقدة في الأرجاء المحيطة، لكن مع رؤيتنا لنجاحات الحزب السابقة نستطيع القول والتنبؤ بأن نجاحه الآني والمستقبلي مضمون نوعا ما، ولاستمرار هذه المسيرة الميمونة فإن على حكومة الحزب الاستمرار في عمليات الإصلاح المختلفة وعلى كل الأصعدة والمستويات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس