أحمد تاشكاتيران - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
هل بإمكان تنظيم فتح الله غولن الجارية عملية تصفيته في تركيا، مواصلة نشاطه خارجها، ألم يتمكن من إفسادها أيضًا؟ لأنه بحسب أقوال عناصر التنظيم "فإن تركيا بالنسبة إلينا واحدة من دول العالم، وبجميع الأحوال نحن نعمل على نطاق عالمي، وسنواصل عملنا بشكل أكثر تأثيراً أيضاً"، مما يعني استخدامهم هذا كنوع من التحفيذ المعنوي بأنهم صامدون ولم ينهاروا بعد".
وفي الوقت الذي يجري فيه تقييم الأبعاد المحتملة للصراع مع تنظيم غولن تحول السؤال عن "إمكانية تنظيم هؤلاء بوصفهم مهاجرين مختلفين، وأن يتحولوا إلى مصدر تهديد جديد لتركيا؟" إلى موضع نقاش.
وهذه الاحتمالات هي:
- يبدو من الصعب جدًا على كيان تحول إلى مشكلة مع دولة يمثل فيها رئيس الجمهورية والمسلمين رمزًا قياديًا في العالم الإسلامي كتركيا، أن يحتل مركز الصدارة مع "شخصية إسلامية" في مناطق أخرى. بالإضافة إلى أن هذه الحركة معروفة بعدم تقديم نفسها بواسطة "هوية إسلامية". ومحاولة هذه الحركة إخفاء هويتها الإسلامية في استثمارات تعليمية. والتوجه فيما بعد نحو عزل نفسها بشكل أكبر عن النموذج الإسلامي التركي. مما سيؤدي في المحصلة إلى زيادة في اختلاف هذه الحركة عن الإسلام أيضًا. وسيتحول هؤلاء الدعاة إلى الهجرة، إلى هاربين من المدينة المنورة، ولاجئين إلى روما حالياً. وفي المقابل سيتحولون إلى عملاء يستخدمون ضد المسلمين.
- وبالتأكيد، سيجد هذا الكيان في العالم عوضًا عن ذلك مقياسًا للطاقات التي بالإمكان استخدامها ضد تركيا والتوجه الإسلامي الأساسي. وقد يتحول إلى موضوع جوهري في حال كان لدى السياسات العامة للدولة الموجود فيها "مشكلة مع تركيا". ولنفترض أنه طلب من أمريكا الاختيار بين تركيا أو تنظيم فتح الله غولن؟، فإن سنحت لها الفرصة في التاريخ لقطع علاقاتها مع تركيا ستكون إجابتها لصالح التنظيم. ومن المحتمل أيضاً إما أن تكون القيادة الأمريكية متورطة مع التنظيم أو على الأقل سيخدم مصالحها على نحو أكبر من تركيا في العالم الإسلامي. أو الحديث عن فرضية وصول التنظيم على سبيل المثال إلى "قيادة الولايات المتحدة الأمريكية" ممثلًا في هيلاري كلينتون. ومما لا شك فيه، أن التورط مع التنظيم يعد نتيجة أخرى ستؤدي إلى تعرض الرئيس الأمريكي للنقد.
- هناك ادعاءات مفادها بإن النشاطات التعليمية لتنظيم فتح الله غولن في بعض الدول ستصل إلى حد سيطرته على المناصب العليا في الدولة. ولدي معرفة تامة بما يدور من نقاش عن تحول هذه الدول إلى "دول تابعة للتنظيم". وفي هذه الحالة يمكن الحديث عن تصفية هذه الدول حساباتها عن طريق الطيب أردوغان. إذن هل هذا الوضع حقيقي، وهل يعد دليلًا على البرود الذي تعيشه مع قيرغيزستان خلال الفترة الأخيرة، وبجميع الأحوال لقد دخلنا حقبة سيختبر فيها ذلك فيما بعد.
- أما البعد الآخر للحدث، فهو احتمال أن يثير خطر "إقامة دولة موازية" الذي تشهده تركيا ضمن النطاق الفعلي لتنظيم غولن اهتماماً لدى الدول الأخرى التي يمارس فيها هذا الكيان "عمله التعليمي". وفيما يتعلق بالتقييمات الأولى لدي بخصوص هذا الكيان، فقد سبق وأوضحت بأن "كلا من الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والصين، وألمانيا، وفرنسا، أو أية دولة في العالم وكذلك أي سلطة سواء أكانت يسارية أم يمينية، أو تابعة لحزب العدالة والتنمية، أو حزب الشعب الجمهوري، أو حزب الحركة القومية، لن تسمح بإقامة كيان كهذا". كما كتبت بأن التنظيم بحد ذاته لن يسمح بإقامة هكذا كيان. ولكنه تحقق من خلال "الاستثمار بالتعليم"، وتنظيمه داخل الدولة. ويبدو واضحًا جدًا من خلال المثال التركي أن هدف هذا الكيان من "الاستثمار بالتعليم" بشكل كامل، تنشئة كوادر تتولى إدارة الدولة في المستقبل، والتخطيط لتنفيذ عملية تسلل ستعيد الدولة إلى تلك القائمة، من خلال التقدم تدريجيًا، وإفساح تلك الكوادر مجالات الدولة كافة إلى هؤلاء من خلال الشعور "بإننا لم نمنحهم كل ما طلبوه سابقًا" وبعواطف بريئة تمامًا. وبالتالي هل ستفسح الدول الأخرى أبوابها للكيان بالقول "بإنكم تمكنتم من تسوية وضع تركيا إذن تعالوا وأفعلوا الأمر نفسه في بلداننا".
- وفي حال لم يتعلموا من التجربة التركية، فإن هذا الكيان سيشكل قاعدة خبيثة في جميع الدول. وإن لم يحدث، فإنها ستلجاً إلى توفير لقاح ضد عدوى هذا الكيان في كافة دول العالم. واعتقد أن النهاية ستكون بهذا الشكل. وإن كان مستحيلاً تجسيد الانتحاريين في تركيا في مكان آخر من العالم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس