ترك برس

بعد سنوات من الدعم المادي والإعلامي الذي تقدمه إسرائيل للتنظيمات الكردية الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني وذراعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي، وتوجيه الانتقادات للحكومة التركية بسبب عملية درع الفرات، وفي لفتة غير متوقعة بثت إذاعة الجيش الإسرائيلي تقريرا عن الجرائم التي ترتكبها المنظمات الكردية في شمال سوريا والعراق، ووصفت تلك المنظمات بأنها لا تقل وحشية وهمجية عن داعش.

وقالت الإذاعة إن الأكراد الذي نعرفهم أصدقاء لإسرائيل في الماضي، وشركاء في الوقت الحالي اتضح أن لديهم جوانب لا تحظى بأي تقدير.

وعرض التقرير لشهادة  أحد سكان مدينة تل أبيض في محافظة الرقة التي استولت عليها الميليشيات الكردية من يد تنظيم داعش في شهر يونيو العام الماضي، وقال إن هذه الميليشيات بدأت فور دخولها المدينة في توجيه الاتهامات الباطلة لأناس أبرياء لا ينتمون إلى الجيش الحر أو داعش أو أي فصيل، بأنهم عملاء وأبناء لداعش . ولا يزال هناك 150 معتقلا في سجون الميليشيات منذ أكثر من 11 شهرا.

وعن معاملتهم للسكان يقول عبد الله إنهم تعاملوا مثلما تعاملت داعش، يتهجمون على النساء والأطفال وينكلون بهم، وإذا أرادوا اعتقال شخص اقتحموا منزله وأطلقوا الرصاص مثلما اعتاد نظام الأسد أن يفعل.

ويضيف عبد الله إن أي شخص عربي حتى لو كان في الخمسين من عمره  مجبر على تنفيذ ما يأمر به أي طفل في الميليشيات الكردية، وإن لم يمتثل لأوامره، فإن الطفل قادر على إطلاق النار عليه.  

وقال عبد الله إن الفارق بين داعش والميليشيات الكردية أن داعش تقطع الرؤوس على مرأى من الناس بينما الميليشيات تقطع الرؤوس في السجون بعيدا عن وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن المسجونين القابعين في سجونهم يتعرضون للضرب والتعذيب بالكهرباء بشكل أقسى من تعذيب داعش.

وقد أكدت إليزابيث تسوركوف الخبيرة في الشأن التركي والباحثة في مركز التفكير الإقليمي ما ورد في شهادة عبد الله، وقالت للإذاعة الإسرائيلية إن هذه ليست شهادة نادرة، فأنا أسمع عن ذلك من كثير من السوريين الذين أتحدث معهم في شمال سوريا، فهناك اعتقالات بتهم باطلة، ومحاكمات غير نزيهة. وقد وثقت منظمات حقوق الإنسان مثل هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية كثيرا من هذه الانتهاكات.

وأضافت تسوركوف إن الميليشيات الكردية في شمال سوريا تتصرف بطريقة لا تقل عن داعش، وتتسم بسمات استبدادية مطابقة لتلك الموجودة لدى النظام السوري، فهي لا تتسامح مع أي معارضة لحكمها سواء أكان المعارضون من العرب أو الأكراد، وقابلت المظاهرات المعارضة لها ولنظام الأسد بالضرب وإطلاق الرصاص.

وأشارت إلى أن انتهاكات الميليشيات الكردية لا تحدث في مدينة تل أبيض فقط بل في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهناك تقارير عن هدم منازل العرب وطرد سكانها، وقد وثقت منظمة العفو الدولية بالصور كيف أطلقت هذه الميليشيات قذائف الهاون على منازل العرب لمنع السكان من العودة بهدف إحداث تغيير ديموغرافي.

ونوهت تسوركوف إلى أن هذه السلوكيات من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي الذراع السياسية لحزب العمال الكردستاني في تركيا تأتي نتيجة التراث الاستبدادي المتأصل داخل الحزب. صحيح أن عبد الله أوجلان زعيم الحزب المسجون في تركيا، قد غير توجهه الأيديولوجي من الماركسية إلى اللينينية إلى الفوضوية، فإن سلوك الحزب لم يتغير.

من جانبه تحدث الدكتور عيدان بارير الباحث في المركز عن التجنيد القسري للأطفال في صفوف الميليشيات الكردية، واختطافهم من عائلتهم للمشاركة في القتال ضد داعش.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!