ترك برس
رأى الكاتب والباحث التركي محمد زاهد جول، أن إيران تلجأ الآن لاصطناع مشكلة وأزمة سياسية مع المملكة العربية السعودية حول أداء مناسك الحج، لإيجاد مبررات لها للتدخل في السعودية ودول الخليج الأخرى، بحجة حرية تأدية الشعائر الدينية، وهذا أمر لن تعارضه أمريكا، لأنه يخدم الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط الموضوعة منذ عام 1985 بتقسيم البلاد العربية.
وقال جول في مقال بصحيفة الشرق القطرية، إن التدخل الإيراني في سوريا وتقديم المساعدة السياسية أو الأمنية أو العسكرية لحكومة بشار الأسد لم يكن على أساس الفزعة العشائرية، ولا على قاعدة النصرة الطائفية، ولا على أساس اتفاقيات الدفاع المشترك بين الدولتين فقط، وإنما على أساس أن الدولة الإيرانية لها أطماعها الحقيقية في سوريا، بداية باعتبار الشيعة العلوية في سوريا من رعايا أو تابعية الدولة الإيرانية المذهبية، مثل شيعة لبنان أو العراق، واعتبارهم رعايا المرجعية المذهبية في قم.
وهم يستندون إلى سابقة دولية تتفهمها أمريكا وأوروبا وروسيا، مثل تابعة المسيحيين السوريين للكنيسة الكاثوليكية الغربية أو تابعيتهم للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، سواء في سوريا أو غيرها من البلاد العربية والإسلامية، فهؤلاء مواطنون سوريون ولكن تابعيتهم للكنيسة أمر تقر به الحكومات السورية، وقد عملت إيران ومن خلال تفاهماتها مع أمريكا سواء قبل احتلال أفغانستان أو بعد احتلال العراق عام 2003 على ذلك.
وأضاف الكاتب التركي: "وقد توافق ذلك مع الرغبة أو الخطط الأمريكية بتقسيم العراق وسوريا وغيرها، فأمريكا عملت لأن يكون لإيران نفوذا في البلاد العربية حيثما يكون لها تابعية مذهبية شيعية في هذه البلاد، ليس بحكم التعاون العسكري والاستخباراتي بين الدولتين في حربي أفغانستان والعراق، وإنما بحكم رغبة أمريكا بإشراك إيران في إدارة بعض البلاد العربية، وذلك للتمهيد لتنفيذ مخططات تقسيمها، وبالأخص العراق وسوريا والسعودية، ومن حظ أمريكا أن إيران تشاركها هذه الأطماع في هذه الدول".
وأشار جول إلى أن أمريكا وإيران نجحتا في استغلال الثورات الشعبية بعد عام 2011، في تسريع عملية التقسيم، وقد وجدت في إيران شريكا يمكن الركون عليه، فأخذت أمريكا بالتفاهم مع إيران باسم الاتفاق النووي وإطلاق يد حرسها الثوري وأحزابها السياسية مثل حزب الله في لبنان للعبث في المنطقة، وتهيئتها للتقسيم الذي تخطط له مراكز الدراسات الأمريكية منذ عام 1974 فيما عرف بمؤتمر كولورادو، وقد وافق عليه البنتاجون الأمريكي وتبناه عام 1986، في إستراتيجية الانتشار العسكري الأمريكي في العالم، لضمان هيمنة أمريكا على العالم طوال القرن الحادي والعشرين، بعد ظهور بوادر التراجع والانهيار العسكري والسياسي للاتحاد السوفيتي.
وأوضح أن البعض رأى بأن إيران استطاعت أن تجد لها موطئ قدم في خدمة المشروع الأمريكي التوسعي في العالم، والتقسيمي للبلاد العربية المحيطة أو المهددة للكيان الصهيوني إسرائيل، بينما فشلت الدول العربية في ذلك، وحيث إن إيران لا تستطيع التحرك في البلاد العربية بحرية، ودون ممانعة ومقاومة عربية، حاولت أن تكسب لجانبها الأقليات الشيعية في البلاد العربية في العراق وفي لبنان وفي سوريا وفي السعودية وفي اليمن وفي البحرين وفي غيرها.
وشدّد جول على أن إيران أخذت الضوء الأخضر من أمريكا أولًا، ورفعت شعارات أمريكا في الدفاع عن حقوق الإنسان الشيعي في هذه البلاد ثانيًا، بأسماء وأوصاف تنطلي على الشيعة أنفسهم، مثل حقوق المستضعفين، أو حماية المراقد التي تدعي إيران أحقيتها برعايتها الطائفية، وغيرها من شعارات المقاومة وتحرير فلسطين وإنقاذ القدس وغيرها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!