ترك برس

ظهرت بوادر الانفتاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي التركي تجاه أفريقيا منذ عام 1998 بعد موجة ركود في النشاط الدبلوماسي التركي بعد أن كانت العلاقاتها الخارجية حصرية مع الولايات المتحدة الأمريكية فقط، حسب تقرير لمركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية "أورسام".

 

ذكر التقرير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو أكثر رئيس ورئيس وزراء تركي أولى اهتمامًا لأفريقيا، وذلك من خلال زياراته المتكررة إلى السودان وإثيوبيا عام 2005، وإلى جنوب أفريقيا والصومال عام 2011، وغابون والنيجر والسنغال عام 2013 كرئيس للوزراء، وزياراته كرئيس للجمهورية إلى كل من غينيا عام 2014، وإثيوبيا وجيبوتي والصومال عام 2015، وفي شباط/ فبراير من العام الحالي إلى السنغال، وفي آذار/ مارس إلى ساحل العاج وغانا ونيجيريا وغينيا، ومطلع أيار/ مايو إلى أوغندا وكينيا والصومال.

وأشار التقرير إلى أن أردوغان بحث في زيارته إلى ساحل العاج والدول المجاورة تجارة القهوة والكاكاو إضافة إلى التعاون في تطوير القطاع الصحي وتنمية الخدمات الإنسانية ورفع مستوى التعاون الدبلوماسي، مضيفًا أن تركيا تُعير الدول الأفريقية اهتمامًا أكبر من الغرب، فهي لم تغلق سفاراتها الفاعلة في أي دولة أفريقية منذ افتتاحها، في حين أغلق الغرب سفاراته عدة مرات إبان الحرب في ساحل العاج وانتشار فيروس إيبولا.

وبحسب التقرير، أهدت تركيا غانا ثلاثين حافلة مواصلات عامة إلى جانب تعهدها بتأسيس خط متروبوس ومحطة إنتاج طاقة ورفع عدد رحلات الخطوط الجوية التركية بين إسطنبول وأكرا عاصمة غانا من 7 إلى 14 رحلة، كما ذكر أردوغان في خطاباته أن تركيا تهدف لتصدير التنمية السياسية الديمقراطية إلى أفريقيا للأخذ بيدها نحو الاستقرار السياسي والتطور الاقتصادي والاجتماعي، خلافًا للغرب الذي يدير علاقاته مع أفريقيا بشكل أحادي يخدم مصالحه فقط.

وتعكس زيارة أردوغان لغينيا بالرغم من انتشار الأمراض الوبائية، حجم القيم الاجتماعية التي تكتنف المسعى التركي للانفتاح على أفريقيا، ووفقا للتقرير، تعتبر هذه الزيارة هي الأولى من نوعها من قبل رئيس دولة متطورة إلى البلاد.

وذكر التقرير أن تركيا أضافت إلى انفتاحها تجاه أفريقيا مسألة التعاون الأمني بينها وبين الدول الأفريقية التي تعاني من خروقات أمنية كبيرة، لا سيما الخروقات المتمثلة باتخاذ الإرهاب الدولي عددًا من الدول الأفريقية كقاعدة أساسية لعملياته.

ولفت التقرير إلى أن القاعدة التدريبية التي أسستها تركيا في الصومال مع تقديمها للصومال مساعدات أمنية بلغت 200 مليون دولار تعكس مدى حرص تركيا على تنويع انفتاحها على القارة الأفريقية.

وختم التقرير بأن تركيا تحاول تنفيذ مشاريع استثمارية مباشرة للنهوض بالقطاع الزراعي في السودان وجيبوتي، موضحًا أن تنوع أهداف الانفتاح التركي تجاه أفريقيا واضحة وأنها تسعى إلى السير على قدم وساق لتضمين كافة الدول الأفريقية في مشاريعها التجارية والسياسية والاجتماعية والخدماتية التنموية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!