ترك برس
رأى الباحث والمحلل السياسي التركي محمد زاهد جول، أن روسيا تخشى الآن من تزويد المعارضة السورية بالأسلحة النوعية والالكترونية المتطورة للتشويش على الطائرات الروسية وإسقاطها، وكذلك تزويدها بالأسلحة الذكية التي لا تستطيع التكنولوجيا العسكرية الروسية مواجهتها، وأنها بدأت تخشى نتائج المعارك العسكرية في حلب.
وفي مقال له بموقع "الخليج أونلاين"، أشار جول إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستستخدم الأراضي السورية لاستنزاف روسيا، وقد تقوم بتهريب قوات تنظيم الدولة "داعش" إلى الصحراء السورية لمحاربة القوات الروسية أيضاً، مبينًا أن "القيادة الروسية في حالة إرباك عسكري في سوريا الآن".
واعتبر جول أن سوريا هي إحدى أدوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) لإحياء الحرب الباردة مع روسيا، لافتًا إلى أن "الإشكالية التي عملتها فرنسا في مجلس الأمن ضد روسيا خطوة في هذا الاتجاه، كما أن طرد روسيا الاتحادية من عضوية مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عبر التصويت على طردها يوم الجمعة 28/10/2016 هي خطوة في هذا الاتجاه أيضاً".
وقال جول أن "أمريكا تسير في إحياء الحرب الباردة مع روسيا فقط، ولن تسير في التحضير لحرب عالمية ثالثة إطلاقاً، لأنها تدرك ان روسيا سوف تتراجع عن خطواتها العسكرية خارج حدودها هربا من الحرب العالمية أولاً، وخوفا على اموال بوتين وشركاته ثانيا".
وأضاف: "بينما أمريكا تريد روسيا في الحرب الباردة فقط، وقد يكون ذلك مؤشر على إنتهاء أمريكا من صراع الحضارات والحرب على الإسلام أو الحرب على الارهاب الذي تمثله داعش في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية، وبالتالي قد تكون مسرحية داعش تشهد فصولها الأخيرة من وجهة نظر أمريكية على الأقل، أي أن أمريكا في معرض تغيير استراتيجيتها في الشرق الأوسط والعالم مع الرئاسة الأمريكية القادمة".
وتابع بالقول إن "مدار الخطط الأمريكية في التعامل مع روسيا هي في كيفية إحباط مشاريع روسيا الاستراتيجية في النهضة وبناء روسيا القوية، أي في إحباط الخطط التي وضعها بوتين لنهضة روسيا بعد الاتحاد السوفيتي..
وهذه الخطط لا يمكن مواجهتها إلا بتوريط روسيا في حرب باردة اولاً، وفي إرهاق روسيا الاتحادية في صراعات دولية لا تقوى على مواجهتها عسكريا ثانياً، وتستنزفها اقتصاديا ثالثاً، وتضعف التماسك القومي داخل روسيا الاتحادية رابعاً، لأن الشعب الروسي الاتحادي لن يوافق على الاستمرار في خسارة بشرية وعسكرية واقتصادية حتمية، واخيرا فإن ذلك سيؤدي إلى تفكك روسيا الاتحادية كما تفكك الاتحاد السوفيتي سابقاً".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!