ترك برس
تحظى المسلسلات التركية بنسبة مشاهدة عالية في إثيوبيا وتتربع في المرتبة الأولى من حيث المشاهدة بين المسلسلات الأجنبية، حسبما ذكرت وكالة الأناضول نقلًا عن مؤسسات إحصاء محلية.
"ويسينيالاها تيلاهون" موظف في الدولة الإثيوبية يبلغ من العمر 49 عامًا، يقول إنه لا يمرر يومًا واحدًا من دون أن يشاهد مسلسل "شمال جنوب" التركي بصحبة زوجته وابنته، مضيفًا أن مشاهدة المسلسلات التركية هي بمثابة رحلة ثقافية يقوم بها مع عائلته لاستكشاف العادات والتقاليد التركية الجميلة والجذابة بقيمتها العالية، مشيرًا إلى أن مسلسلًا واحدًا لا يكفي فهو يشاهد مع عائلته مسلسل "المال والعشق" أيضًا.
ووفقًا لوكالة الأناضول، فقد حاز مسلسل "المال والعشق" على الدرجة الأولى من بين المسلسلات الأكثر مشاهدة في إثيوبيا.
يُعرب تيلاهون عن توقه لزيارة مدينة إسطنبول، موضحًا أن فضولًا عظيمًا يتمالكه لمعايشة الثقافة والعادات والتقاليد التركية وزيارة الأماكن الجميلة التي تعرضها المسلسلات، مضيفًا أن التشابه بين الثقافتين التركية والإثيوبية هو ما يحفّزه على زيارة تركيا دون غيرها من الدول.
أما ابنة تيلاهون "باتال" البالغة من العمر 18 عامًا فقد عبرت هي أيضًا عن توقها لزيارة إسطنبول، حيث النجوم والجمال والروعة على حد تعبيرها.
وفي سياق متصل، صرح إلياس سوشولتز مالك إحدى القنوات الخاصة لوكالة الأناضول بأن قطاع التلفاز الإثيوبي يعاني منذ زمن بعيد من نقص واضح في الأفلام والمسلسلات، مشيرًا إلى أن شراء المسلسلات الأجنبية وعرضها باللغة المحلية جاء لسد ذلك الفراغ.
وأكّد سوشولتز أن عرض المسلسلات الأجنبية يعود عليه بالربح وأنه وضع خطة تهدف إلى أن تصبح قناته الأولى في إثيوبيا، فهي تبث مسلسلات تركية وهندية وكورية وإيطالية، إلا أن المسلسلات التركية هي الأكثر مشاهدة.
وفي هذا الصدد، أشار "ماكوريا ماكاشا" الأستاذ في كلية الصحافة والإعلام بجامعة أديس بابا، إلى أن قنوات الدولة الرسمية تولي أهمية عالية للبرامج التعليمية وتهمل بشكل واضح جانب الترفيه، الأمر الذي يدفع المشاهدين للبحث عن المتعة والترفيه في القنوات الخاصة وقد حققت القنوات الخاصة أرباحًا ضخمة باستغلالها هذا الجانب.
وعلى صعيد آخر، يرى خبراء سياسيون واجتماعيون إثيوبيون أن المسلسلات الأجنبية هي تبشير ثقافي يهدف إلى تقويض الثقافة الأثيوبية، إلا أن عميد الكُتاب الإثيوبيين "موسى يعقوب" يرى أن نشر المسلسلات الأجنبية في القنوات الأثيوبية حرية ينبغي حمايتها، مبينًا أن الكثير من المسلسلات المعروضة تعكس مدى التقارب الثقافي بين إثيوبيا والدول الأخرى.
وتُشير إحصائيات إلى أن ما يقارب 50 مليون من سكان أثيوبيا الذين يبلغ تعدادهم 100 مليون نسمة يمتلكون مستقبلًا إلكترونيًا يمكنهم من مشاهدة القنوات الخاصة مجانًا.
ومن جهته، أكد المستشار الإعلامي والأكاديمي "نزار الحرباوي" على أهمية السينما والمسرح والدراما كوسائل لتعميم ثقافة الدولة التي تسعى إلى رفع تأثيرها الدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي، مشيرًا إلى أن المسلسلات التركية حققت رواجًا كبيرًا محدثةً فارقًا في نظرة الشعوب الأفريقية إلى تركيا.
وبيّن الحرباوي أن ملامسة التأثير الواسع للمسلسلات التركية على أفريقيا يمكن من خلال النظر إلى العدد المتنامي للطلاب والسياح الأفريقيين القادمين إليها، موضحًا أنه عاصر تجربة بداية انتشار المسلسلات التركية في أفريقيا أثناء عمله كمدير لقناة طيبة السودانية، حيث لامس عن كثب حجم الانتشار الواسع لهذه المسلسلات لدى شرائح واسعة من شرائح المجتمع الأفريقي المختلفة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!