ترك برس
لا يمكن أبدا تجاهل الدور البارز لتركيا في منطقة الشرق الأوسط، لهذا لم تغفل الصحافة الروسية على التطرق لأهم الأحداث التي تمر بها تركيا والقرارات التي تتخذها. وفي هذا السياق نشرت صحيفة فزغلياد الروسية تقريرا تحدثت فيه عن طموحات تركية في تكوين دويلة موالية لتركيا في الأراضي السورية.
وبينت الصحيفة أن القوات التركية تمكنت من تحرير بعض المناطق السورية من سيطرة الارهابيين، مما يخول للجيش التركي إمكانية تشكيل مقاطعة مستقلة في قلب سورية، وأقرت الصحيفة أن نجاح الجيش التركي هو في الحقيقة تحقيق لأهداف أنقرة في خلق دولة تابعة لها في سوريا.
كما تؤكد الصحيفة أن عدم تنفيذ القوات التركية هجوماتها في شرق حلب، وقيامها بإطلاق النار على حمص و إدلب، المناطق التي يسيطر عليها الارهابيون والتي لا يحظى المسيطرون عليها بالقوة الكافية لتصدي الهجومات الموجهة ضدهم، هي الخطوة الأولى في تقسيم المنطقة حسب المصالح السياسية التي تعمل لصالح تركيا، وليس وفق المقاييس الدينية والعرقية.
وبما أن فكرة ظهور حدود جديدة في المنطقة صارت مفترضة، فمن الممكن ظهور دولة كردية أيضا وهذا أكثر ما يزعج أنقرة، بل يعد أحد أسوء كوابيسها وفق ما عبرت الصحيفة. وقالت أيضا أن مزيد توغل القوات التركية داخل المنطقة هو محاولة لتقسيم البلاد من الناحية التكتيكية.
وفي تقرير آخر لصحيفة غازيتا الروسية نشرت فيه تقريرا تحدثت فيه عن خيبة أمل الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان من السياسة الأمريكية المتوخاة لحل الصراع السوري.
ورجحت الصحيفة أن قسوة تصريحات أردوغان هي نتيجة متوقعة لخوفه على حدود بلاده المعرضة لخطر الإرهاب، بالإضافة إلى تهديد أمن و استقرار تركيا الواقعة حدوديا على مسافة قريبة جدا من المناطق الساخنة.
كما مثل استقبال تركيا لأعداد كبيرة من اللاجئين ثقلا كبيرا عليها، خاصة مع تقصير أمريكا وأوروبا سياسيا في بذل الجهود الواجبة من أجل أن يتحرك المجتمع الدولي لوقف حالة الفوضى و سيلان الدم في المنطقة.
ونظرا لاهتمام الصحافة الروسية بالشأن التركي وبعلاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي فقد كُتب أكثر من تقرير حول مسألة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي من عدمه.
فنشرت صحيفة بيليتابايل الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الرئيس التركي أردوغان الذي أعطى فرصة لشعبه لتحديد مدى أهمية انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي.
وأقرت الصحيفة بعدم تسامح أردوغان مع نقض أوروبا لوعودها، وأن المفاوضات غير المثمرة التي استمرت لما يقارب نصف قرن ليست إلا دليلا على عدم حاجة تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بل على العكس ويؤكد التقرير أن الاتحاد الأوروبي غير قادر على تحقيق الإضافة الى تركيا على عكس شراكات أخرى متوقعة، ويمكن استخلاص هذا، حسب الصحيفة، من خلال تنامي خطر التهديد الإرهابي لتركيا وقضية اللاجئين التي لم يحرك فيها الاتحاد الأوروبي ساكنا.
أما في ما يتعلق بالقوات العسكرية التركية فقد تحدثت الصحف الروسية كثيرا عن هذا الموضوع ومنها فزغلياد، حيث نشرت تقريرا ذكرت فيه إمكانية شروع روسيا في تصنيع وتوريد أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات أس 400 وسيتم النقاش حول هذه المسألة في الاجتماع التركي الروسي الذي سيعقد في الفترة المقبلة في روسيا.
وقد تم تسليط الضوء في هذا التقرير على موقف رئيس هيئة التصنيع العسكري الدفاعية في تركيا إسماعيل دمير، الذي أقر بأن تركيا تسير نحو إنشاء نظام خاص بها لتكوين دفاع صاروخي، يُمكّنها من الدفاع على حدودها خاصة مع سورية والعراق.
أما صحيفة بيليتابايل الروسية فقد تطرقت إلى الموضوع نفسه إلا أنها اتجهت للحديث عن موقف روسيا من هذا التعاون المرتقب مع تركيا، الذي اعتبره وزير الدفاع التركي موقفا ايجابيا.
وقد عبر وزير الدفاع التركي فكري يشيك عن رغبته في أن يأخذ حلف شمال الأطلسي المسألة على محمل الجد، وأن يتقبل التحالف وأكد أن تركيا في كل الأحوال لن ترفض التعامل مع روسيا بصفتها شريك نشيط، وستعمل بجد في هذه المسألة.
وفي تقرير آخر لصحيفة فزغلياد الروسية تحدثت فيه عن إعلان تركيا لتنفيذ هجوم عسكري بالتنسيق مع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على مدينة الباب السورية.
وأكد التقرير على بذل كل من تركيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية كل الجهود الممكنة لمعالجة جميع القضايا العالقة التي تهدد الأمن العالمي. وقد بين التقرير أن تركيا تدعُ الى تطهير المنطقة من تنظيم الدولة حمايةً للمصالح المشتركة لتركيا و لكل البلدان المجاورة.
وقد بينت الصحيفة أن تركيا لا تسعى إلى مجرد هزيمة تنظيم الدولة في بعض المناطق وإنما تهدف بالأساس إلى تدمير تنظيم الدولة ومحوه من المنطقة ومن الوجود تماما، كما تطمح تركيا للقضاء على الأكراد المتواجدين بالمنطقة حسب الصحيفة نفسها، إلا أنها لا تمانع خلق خارطة جديدة في المنطقة في حال كان ذلك السبيل الوحيد لحقن الدماء.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!