يربيل جيفيك جان -صحيفة ملييت- ترجمة وتحرير ترك برس

تركيا تقود عملية لا هوادة فيها ضد تنظيم داعش في سوريا، مدينة الباب المطوّقة من قبل القوات المسلحة التركية، وقوات الجيش السوري الحر، تأتي في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية بالنسبة إلى داعش بعد مدينتي "الموصل العراقية"، و"الرقة السورية"، بحسب الخبراء تعد مدينة الباب أكثر مدينة يحظى فيها تنظيم داعش بدعم شعبي.

على الرغم من الحرب يقطن في مدينة "الباب" ما يقارب 115 ألف مواطن يتعاطفون مع داعش، يفتحون أبواب منازلهم أمام عناصر داعش  بملء إرداتهم، ويدعمونهم دعما لوجستيا.

ينظر داعش إلى مدينة الباب على أنها منطقة تستحق دفاعا مستميتا لأهميتها في حماية مدينة الرقة أيضا.

 المشكلة الثانية هي خط "الرقة-الباب".

تركيا وقوات الجيش السوري الحر تمكنتا من تطويق مدينة الباب من خلال تطهير عناصر تنظيم داعش في الشمال، وقطع خط إمداداتها، ولكن الطرق بين معقل داعش "الرقة" وبين مدينة الباب من الجنوب تحت سيطرة داعش، وهذه الطرق تسهّل الدعم اللوجستي، وإمداد التنظيم في مدينة الباب بالعناصر.

وبالعودة إلى أوضاع قوات الجيش التركي في المنطقة:

قرأنا مؤخرا بأن الجنود الأتراك يعانون الجو البارد والجوع، إلا أن المصادر العسكرية فنّدت بشدة هذه الادعاءات، إمكانية التغيير بين عناصر قوات الجيش التركي في منطقة الباب بسهولة كما في مدينة جرابلس ليس بالأمر البسيط، وكذلك مواجهة تنظيم داعش بشكل متواصل ليس بالأمر السهل أيضا.

إن الاعتماد على الطعام المخزّن، وتحمّل البرد القارس أيضا لمدة طويلة ليس سهلا، إلا أنه يتم إمداد الجنود بشكل مستمر بأسلحة ذات تكنولوجيا عالية، وبألبسة عسكرية واقية من البرد، وباطعمة مغذية.

منذ 20 تشرين الثاني / نوفمبر لا يوجد دعم

السبب خلف أحد أهم المشاكل الحالية بالنسبة إلى عملية درع الفرات في مدينة الباب، يعود إلى قوات التحالف التي تشكّلت بهدف مكافحة تنظيم داعش.

قبل أيام وجّه المتحدّث باسم الرئاسة التركية "إبراهيم كالن" سؤالا مفاده: "لماذا دول قوات التحالف لا تدعم جوّا العمليات التركية الموجّهة ضد داعش؟

وبناء على المعلومات التي حصلت عليها، قوات التحالف منذ 20 تشرين الثاني / نوفمبر لم تقم بأية عملية جوية في المنطقة.

يتم من قبل القوات المسلحة التركية إعلام دول التحالف بمواقع تنظيم داعش، إلا أن الجواب الذي يرد منهم: "إن الهدف غير مناسب، الظروف الجوية غير ملائمة، فلنراجع المواقع مرة أخرى..... وهكذا تقوم بسرد حجج واهية.

على الرغم من أن اسم القوات "قوات التحالف" إلا أنه من المعلوم أن الطائرات هي لأمريكا، والقوات الأمريكية منذ 20 تشرين الثاني / نوفمبر لم تتحرك.

إن الطائرات الأمريكية تقف من دون حركة في قاعدة إنجرليك التي فتحت أمامها بإذن من الحكومة التركية، إن المشاكل التي تخلقها قوات التحالف ليست محصورة بهذا فقط.

حقيقة الـ 20 كم

ما دفع بتنظيم داعش إلى الدفاع عن مدينة الباب بهذا الشكل المستميت هو تصريح أمريكا بأنها أرجأت عمليات الرقة إلى آخر نيسان.

بعيد هذا التصريح أرسل تنظيم داعش أهم القادة البارزين لديه إلى مدينة الرقة.

عدم قطع طرق الإمداد يسهّل عملية نقل العناصر من الموصل إلى الرقة، ومن الرقة إلى الباب، وعدم تحرك قوات التحالف في هذا الصدد، يصعّب الأمور أكثر.

مع عدم تحرك أمريكا "قوات التحالف" بات توسيع نطاق عملية درع الفرات أمرا مهما.

وبحسب المصادر التي التقيت معها، إن الولايات المتحدة الأمريكية رسمت الحد الذي من الممكن أن تصل إليه عملية درع الفرات في سوريا بـ 20 كم، وهي قلقة من تجاوز عملية درع الفرات للحدود التي رسمتها.

وبناء على ذلك كانت أنقرة قبل بدء عملية درع الفرات أعلنت باحتمالية أن تمتد عملية درع الفرات حتى مدينة الباب ومنها إلى المنبج.

إن تركيا التي كانت تُتهم حتى الأمس بالتعاون مع داعش، تُركت في عملياتها ضد التنظيم وحيدة، وعلى الرغم من ذلك تركيا مازالت فاعلة على الساحة وعلى الطاولة.

هناك أنباء تفيد بأن عملية درع الفرات قد تستمر لـ شهر أو شهرين، ولكن ما هو مهم أكثر هو تمكين إعادة المواطنين إلى المنطقة، وإعادة الحياة إلى طبيعتها، بعيد تطهيرها من الإرهاب، ومن هنا الاجتماع الثلاثي المزمع عقده في أستانا يحمل أهمية كبيرة، وأشار الرئيس أردوغان إلى أن الاجتماع الثلاثي "الروسي، التركي، الإيراني" سيكون حاسما، إن سير الاجتماع بشكل إيجابي، سيكفل بخروج العمليات بنتائج إيجابية وفاعلة.

ألويتان تنتظران في مدينة "سيلوبي"

موضوع آخر ذو إشكالية هو منطقة سنجار في العراق، فعناصر تنظيم بي كي كي وداعش متمركزة في المنطقة، وهناك معلومات تفيد بأن عددهم في منطقة سنجار يبلغ 2500. تركيا صرّحت بأنها لن تسمح بتحويل منطقة سنجار إلى قنديل آخر.

حكومة شمال العراق حذّرت تنظيم بي كي كي بأنها ستقوم بعمليات عسكرية ضده، والقوات البرية التابعة لحكومة بارزاني بدعم من القوات الجوية التركية كافية لتطهير المنطقة من تنظيم بي كي كي.

هناك معلومات وصلت إلى العاصمة أنقرة تفيد بأن الإدارة المركزية في العراق طالبت فيها تنظيم بي كي كي بإخلاء المناطق التي ستتواجه معه وجها لوجه.

ومن هنا من المهم البحث خلف تحركات تنظيم بي كي كي عن الدور الذي تقوده أمريكا في هذا الصدد.

يُراقب عن كثب ما الذي ستقوم به أمريكا وتنظيم بي كي كي في مدينة المنبج السورية، تركيا جهّزت ألويتين في مدينة سيلوبي بانتظار التطورات التي ستحصل.
 

عن الكاتب

سيربيل جيفيك جان

كاتبة في صحيفة ملليت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس