محمد أجيت - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
أولا لنلقي نظرة على الفترة ما بين 15 تموز/ يوليو- 27 أيلول/ سبتمبر، ما الذي تخبرنا به هذه الـ75 يوما؟
عند تأملنا بهذه الفترة نرى أن أحداث 15 تموز قدمت أربع رسائل قوية للانقلابيين وللدول الداعمة له وللإعلام الداعم لهم أيضا وهذه الرسائل هي:
1. أظهر الجيش التركي للعالم أجمع قدرته على القيام بعملية عسكرية بنصف قادته بعد فصل الكثير من ضباطه بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، حتى أنه يمكننا القول إن تصدي الشعب لمحاولة الانقلاب هذه أنتجت حكاية من حكايات البطولة وبسبب ذلكا بدأ الجيش عملية درع الفرات.
2. أيضا تم إظهار القدرة على إصلاح المؤسسة العسكرية المتأصلة منذ 100 سنة وجعلها تحت جناح النظام السياسي وذلك بعد التغيرات الجذرية الحاصلة في هيكلية القوات المسلحة التركية وتطهيرها الكامل من جذور الانقلابيين.
3. أدت القرارات الاقتصادية المتخذة بعد فترة قصيرة من أحداث 15 تموز إلى انخفاض ملحوظ في أسعار فائدة البنك المركزي، وتعد هذه رسالة قوية للراغبين بانهيار الإقتصاد التركي.
4. حقق حزب العدالة والتنمية هدفه في إنشاء جسر السلطان يافوز سليم اعتبارا من أحداث غيزي وحتى الانتهاء من إكمال إنشائه في تاريخ 26 آب/ أغسطس الشهر الماضي وكان جوابا قويا لهم: "انظروا ما زالت استثماراتنا مستمرة".
انتعش الاقتصاد التركي واستعاد عافيته بعد يومين من أحداث 15 تموز، وعلى الرغم من إعلان وكالة موديز في أعقاب محاولة الانقلاب بأنها ستنتظر وترصد التطورات لمدة ثلاثة أشهر قبل إصدار قرارها النهائي، إلا أنها خفضت تصنيف تركيا الائتماني إلى أقل من الدرجة الاستثمارية في وقت متأخر من يوم 23 سبتمبر/ أيلول.
هل تخلت أمريكا عن سياستها في محاربة تركيا بعد 75 يوما من مضي أحداث 15 تموز؟
بالنظر إلى توقيت خفض وكالة موديز لتصنيف تركيا الائتماني بالتزامن مع مغادرة طائرة أردوغان نيويورك بالتأكيد ستكون إجابتنا "لا"، لأن واشنطن قبل أحداث 15 تموز لم تغير تصنيف تركيا أبدا.
إذا ما أسباب هذا كله؟
يوجد سبب أساسي لعرقلة أمريكا للتغيرات الجذرية التي تقوم بها تركيا، وهو أن موقع أمريكا يختلف تماما عن موقع تركيا 180 درجة وهاتان الدولتان في صراع عنيف ولهذا السبب يحدث هذا، أي أن تركيا لا تسلم موقعها في الشرق الأوسط لأمريكا.
تركيا: لن نسمح لحزب الاتحاد الديموقراطي بالتقدم غرب الفرات وبسط سيطرته فيه
لقد علمنا ما يلي من خلال المحادثات التي أجراها الوفد التركي في نيويورك:
خلال المحادثات أوصل أفراد الوفد التركي رسالة واضحة وصريحة للطرف الأمريكي حول شرق الفرات: "حساسيتنا لا تتعلق فقط بالشمال السوري وخطوطنا الحمراء في غرب نهر الفرات بل أنتم مخطئون إذا ظننتم أننا نقبل بسيطرة وتواجد تنظيم "بي ي دي" شرق نهر الفرات".
وقد زودنا أحد أفراد الوفد العائدين من نيويورك بمعلومات هامة: "اليوم الأجزاء التي يسيطر عليها تنظيم بي ي دي شرق الفرات نصفها يتكون من العرب، فمدينة تل أبيض كلها عرب ومدينة الحسكة نصفها عرب ولهذا السبب لا تنتظروا منا إظهار الرضى على سيطرة جزء صغير من الأكراد على هذه المناطق".
وعلمنا أيضا أن تركيا دربت ثلاثة آلاف مقاتل من البشمركة لدخول مناطق سيطرة بي ي دي في سورية لكن الأخير يعرقل دخولهم.
ملخص ماذكر أن موقف أنقرة كالتالي: "نأخذ ما نريد في غرب الفرات أما في شرقه فليكن ما يكون". وعند البحث عن جواب لسبب خفض تصنيف موديز فأعتقد أن من المفيد أن تبحث عن مشكلة الجواب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس