ترك برس
قال مسؤول القسم السياسي في صحيفة العربي الجديد أرنست خوري، إن روسيا تعمّدت - بالتّنسيق مع تركيا - دعوة المعارضة السورية المسلّحة لا السّياسية إلى مؤتمر أستانة، لأن الروس والأتراك يريدون تثبيت مناطق آمنة.
وخلال مشاركته في برنامج "كشك الصحافة" على قناة "التلفزيون العربي"، قال خوري إنه لا توجد معطيات حقيقية وملموسة تدعو للتفاؤل من نتائج مؤتمر آستانة؛ فجدول الأعمال يقتصر على البنود العسكرية وتوسيع وقف إطلاق النار، والتركيز على ملف المساعدات الإنسانية وكيفية إدخالها، تمهيداً لنقاش ومفاوضات سياسية تريدها المعارضة بإشراف دولي.
وتابع أن ما يجري اليوم هو صراع أجندات بين النظامين السوري والإيراني الساعين لحسم عسكري، وباقي الأطراف الباحثة عن حل سياسي.
وأشار خوري إلى أن الحديث عن خلاف واختلاف روسي إيراني يجب أن يُرفق بتحفّظٍ على نتائجه، وعدم التّعويل كثيراً عليه في المرحلة الحالية؛ فالتّحالف بين الطّرفين متين، ولو أنّهما يختلفان في المشروع، فإيران تحمل مشروعاً إيديولوجياً وسياسياً ومذهبياً وعقائدياً، بينما روسيا تسعى لوجود عسكري ونجحت في تحقيقه.
وشكّك الصّحافي أرنست خوري في الحديث عن خلاف سياسي داخلي إيراني، فبعد الثّورة الخضراء وإحباطها، بات القرار السّياسي الخارجي بيد الحرس الثّوري، ويجتمع حول قرارات الحرس الجميع، محافظ أو معتدل أو إصلاحي، ومواقف روحاني وظريف لا تقلّ تشدّداً وتعنّتاً عن مواقف أنصاري وسليماني.
وأكد خوري أن معارضة إيران مشاركة أميركا في أستانة مردّها لاعتقاد إيران أنّ الفرصة مواتية اليوم لإدانة الغياب الأميركي عن الملف السّوري، بعيداً عن العلاقة المستجدّة بين أميركا وإيران، خاصّةً أن أميركا اليوم في طور مرحلة انتقال الحكم من طرف إلى آخر.
وفي السياق ذاته قال خوري إن غياب أميركا عن الملف السّوري في عهد أوباما كان مقصوداً، لأن أوباما اعتبر في حينه أن الحياد وعدم التّدخل هو الحلّ الأفضل لتجنّب الخسارة.
وأعرب خوري عن اعتقاده أن الوضع لن يستمر على حاله، فأميركا لن تستمرّ في التّغيّب لأن مؤسساتها المخابراتية والمسؤولة عن تجارة السّلاح لن ترضى بذلك، ويتوقّع لدونالد ترامب أن يورّط نفسه في سياسات ستنقلب أمنياً على الولايات المتحدة عاجلاً أم آجلاً، كنقل السّفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس مثلاً.
وأكد خوري أن للولايات المتحدة مصلحة أساسية في المنطقة، لا تنحصر بإسرائيل فقط، ومشاركة أميركا الضّعيفة في الأستانة مردّها إلى أن أميركا لا تريد مناقشة أي مرجعية سياسية جديدة غير جينيف 1 و2، إلى حين تعيين إدارة أميركية جديدة تتناول الملف السّوري، لنعرف بعدها الوجهة الأميركية في التّعاطي، إمّا إبقاء الملف بيد روسيا أو التّصادم حوله.
وبحسب خوري فإن روسيا تعمّدت -بالتّنسيق مع تركيا- دعوة المجموعات المسلّحة لا السّياسية كالائتلاف وغيره، لأن الروس والأتراك يريدون تثبيت مناطق آمنة، بعد حسم النّظام المعركة عسكرياً في مناطق عديدة، مع إبقاء بعض الأرياف في يد المعارضة، إلى حين الوصول لاتفاق سياسي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!