ترك برس
كشفت تقارير إعلامية أن السيناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين، ناقش مع ميليشيات ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية"، مشاركة القوات التركية في عملية الرقة ضد تنظيم الدولة "داعش"، وذلك خلال زيارته السرية إلى مدينة "عين العرب (كوباني)".
وينضوي نحو ثلاثين ألف مقاتل في صفوف قوات سوريا الديمقراطية، ثلثاهم من مقاتلي وحدات حماية الشعب وهي ذراع حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) في سوريا المصنف في قائمة الإرهاب، ويشكل دعم الولايات المتحدة الأميركية لها مصدر قلق دائم بين واشنطن وأنقرة.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط السعودية عن مصدر في قوات سوريا الديمقراطية قوله إن ماكين طلب مشاركة الطرف التركي في معركة الرقة، لكنهم رفضوا ذلك لاعتبارهم تركيا "دولة محتلة للأراضي السورية" وأنهم لن يسمحوا لها باحتلال مناطق إضافية، على حد وصفه.
وأشار إلى أن ماكين والوفد الأمريكي المرافق تقبلوا فكرة رفضهم لمشاركة تركيا بالعمليات الرامية لطرد تنظيم الدولة من معقله، زاعمًا أن تركيا كانت تدعم التنظيم في وقت سابق ولم تشارك في عمليات التحالف الدولي.
من جهة أخرى، كشف مصدر لقناة "روسيا اليوم" أن زيارة ماكين "هدفت للضغط على الأكراد لفتح ممر بعرض 20 كلم من تل أبيض باتجاه الرقة للسماح للفصائل السورية المدعومة من أنقرة بمواصلة العمليات دون الوجود الكردي".
وكانت صحيفة "وول ستريت" أول من نشر معلومات عن تلك الزيارة التي تعد زيارة رسمية. وأوضحت الصحيفة أن السيناتور ماكين قام بزيارة مدينة كوباني (عين العرب) وهي البلدة السورية التي تقع على الحدود مع تركيا، وتبعد أقل من 100 ميل من مدينة حلب، في إطار جولة قام بها ماكين الأسبوع الماضي في المنطقة، وزار فيها المملكة العربية السعودية وتركيا، من أجل زيارة القوات الأميركية في شمال سوريا ومناقشة الحملة الأميركية - الدولية للقضاء على تنظيم داعش.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أن الزيارة تمت بمساعدة وتنظيم من الجيش الأميركي، واصفة الزيارة بأنها غير عادية في وقت تناقش فيه إدارة ترمب الخطة المقبلة لتحرير مدينة الرقة، علمًا بأنها الزيارة الأولى له إلى المناطق الخاضعة لسيطرة معارضين في سوريا منذ عام 2013 عندما التقى قادة في الجيش الحر ومجموعات معارضة مدعومة من الولايات المتحدة.
وأكد المصدر في "قوات سوريا الديمقراطية" تلك المعلومات، قائلاً إن الاجتماعات على هامش الزيارة انعقدت في البداية مع الضباط الأميركيين الموجودين في كوباني (عين العرب) وشمال سوريا، أما الاجتماع الثاني فعُقد مع قادة في قوات سوريا الديمقراطية، بحضور ماكين ووفد من كبار الضباط الأميركيين، وفقًا للشرق الأوسط.
وقال المصدر إن النقاشات طالت مستويين؛ الأول مرتبط بإمكانية مشاركة الطرف التركي في عملية السيطرة على الرقة، والثاني مرتبط بالدعم الأميركي لقواتهم بالعتاد العسكري، مضيفًا: "تلقينا وعودًا بأن تنقل مطالبنا بدعمنا بالسلاح ودعم قواتنا على الأرض للقيادة الأميركية لاتخاذ القرار".
كما نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن المسؤول الإعلامي لحزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي" في أوروبا، إبراهيم إبراهيم، أن الزيارة جاءت في سياق التحالف بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية، لافتًا إلى مشروع أميركي "لتقديم مساعدات عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية وستناقشه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
وقال إبراهيم إن الزيارة "كانت استكشافية إلى حد كبير، وتم الحديث عن مراحل المعركة ضد (داعش) والخطوات المتسارعة لتحرير الرقة، وإنه وعد بمناقشة نتائج زيارته في الكونغرس الأميركي"، مشددًا على أنه "كانت هناك تفاهمات، ووُضع في صورة التجاوزات التركية لناحية قصف تل أبيض وعفرين".
وبحسب الشرق الأوسط، أكدت جولي تاراللو المتحدثة باسم السيناتور ماكين، خبر الزيارة، موضحة أن السيناتور ماكين قام بزيارته لسوريا بهدف "تقييم الأوضاع على الأرض في كل من سوريا والعراق". وأضافت أن "رحلة السيناتور ماكين تأتي في وقت تقدم فيه القوات الأميركية الدعم للأكراد والمقاتلين العرب الذين يقاتلون لاستعادة مدينة الرقة من (داعش)".
وأوضحت المتحدثة، أن "الرئيس دونالد ترامب أمر بمراجعة الاستراتيجية الأميركية والخطط لهزيمة (داعش)، والسيناتور ماكين يتطلع للعمل مع الإدارة والقادة العسكريين لتحسين هذا النهج".
ويُعدّ السيناتور الجمهوري جون ماكين من أبرز المنتقدين للرئيس ترامب وسياساته في التعامل مع القرارات الأمنية، لكنه رحب باختيار ترامب للجنرال روبرت ماكماستر لتولي منصب مستشار الأمن القومي الأميركي.
وقد أمر الرئيس ترمب بمراجعة شاملة للحملة العسكرية الأميركية ضد "داعش"، التي من المقرر أن يقدمها البنتاغون للبيت الأبيض، الأسبوع المقبل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!