فانيسا لارسون - واشنطون بوست - ترجمة وتحرير ترك برس
قد تبدو أسماء ساري المحتال، ودومان النبيل، وبينجو العاشق، وبسيكو المعتوه على أنها شخصيات في فيلم من أفلام العصابات، لكنها في الحقيقة أسماء بعض القطط التي يتناولها الفيلم الوثائقي الرائع "كيدي" عن قطط الشوارع في إسطنبول.
على مدى قرون، إن لم يكن على مدى آلاف السنين، جابت القطط في شوارع مدينة إسطنبول، حيث عوملت بتسامح كبير لا لقدرتها على السيطرة على القوارض فحسب، بل لحب سكان المدينة لها، مما جعلهم يقدمون لها الطعام، ويرتبطون بها.
وبالمثل افتتن الزوار الأجانب بوجود القطط في كل مكان في أكبر المدن التركية. وخلال الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتركيا عام 2009 ، شعر الأتراك بالسرور عندما انحنى الرئيس الأمريكي ليلاطف قطة تعيش في متحف أيا صوفيا التاريخي في إسطنبول.
في فيلم " كيدي" الذي يعني القطة في اللغة التركية، تعرض المخرجة "جيدا تورون" لمحات عن سبع قطط تعيش في المدينة، وصارت كل واحدة منها عنصرا ثابتا في المجتمع، وعلاقتها بسكان المدينة الذين طوروا علاقاتهم بها. تقول المخرجة التركية الأمريكية إن قطط الشوارع في إسطنبول ساعدتها في تجنب الشعور بالوحدة، وهي لا تعرف نفسها بسمات الشخصية البشرية، مثلما تفعل عند التعريف بقططها في الفيلم.
فهناك على سبيل المثال القط " جامسيز" الذي يعني اسمه في التركية المرح، وهو قط أرقط باللونين الأبيض والأسود، ويعيش في حي جيهانجير العصري، يستجدي الطعام والعطف والمأوى من سكان المنطقة، بمن فيهم الخباز البشوش الذي يصف نفسه بأنه الصديق الأول لجامسيز، ويقول إنه وضع قائمة بالأطباء البيطريين القريبين في المنطقة.
قد يكون التفاعل بين الإنسان والقط في هذا الفيلم رقيقا، ولاسيما عندما تلقي موضوعات الفيلم التي تخلع صفات بشرية على الحيوان الضوء على ما قدمته هذه الحيوانات للبشر في حياتهم سواء في صورة الرفقة والصحبة أو حتى الشعور بالقيمة والأهمية، إلى حد أن إحدى النساء قالت إن طهي 20 رطلا من الدجاج يوميا لعشرات القطط ساعدها على الشفاء من جروحها العاطفية.
نجح تصوير الفيلم بمهارة في محاكاة حركة عيون القطط من خلال سلسلة من المشاهد التي صورت بوضع الكاميرات على ظهر القطط والتحكم فيها من بعد، بحيث تابعت الكاميرات القطط وهي تمشي بحثا عن الطعام أو وهي تدخل في مباريات للمواء. تتخلل الفيلم أيضا لقطات جميلة صورت بطائرة بدون طيار لشوارع إسطنبول الممتدة وخليج البوسفور، مما ينقل إحساسا قويا بالمكان.
فيلم كيدي لا يتوجه إلى جميع الأذواق، ولكن إلى محبي القطط الذين لا يجدون على الشاشة ما يكفي من أفلام عن القطط، أو يمكنك القول لا يجدون أصوات القطط الساحرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس