ترك برس
حذرت الباحثة الأمريكية ليندا روبنسون وثيقة الصلة بالمؤسسة العسكرية الأمريكية من أن شن هجوم على مدينة الرقة عاصمة تنظيم داعش دون التوصل إلى اتفاق مع تركيا يعرض المصالح الأمريكية الإقليمية والعالمية للخطر، مشيرة إلى أن تركيا قد تهاجم الميليشيات الكردية والقوات الأمريكية العاملة معها أو توقف الرحلات الجوية وكافة الأنشطة المتعلقة بمكافحة تنظيم داعش في القواعد التركية، الأمر الذي من شأنه أن يصعب الحملة على داعش.
وتعمل روينسون في مؤسسة راند الأمريكية للأبحاث والتطوير التي تدعمها الحكومة الأمريكية، وتقدم تحليلات وأبحاث للجيش الأمريكي، وقد رافقت خلال الأسبوع الماضي الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي في رحلته التي قام بها إلى سوريا والعراق.
وقالت روبنسون في تحليل نشره موقع يو إس نيوز وترجمه ترك برس، إن خيار تسليح الميليشيات الكردية السورية في الحملة على داعش يحيط به خطران كبيران، حيث إن تركيا قد ترد بالهجوم على الأكراد والقوات الأمريكية المتعاونة معهم، أو توقف الرحلات الجوية وكافة الأنشطة المتعلقة بمكافحة تنظيم داعش في القواعد التركية، الأمر الذي من شأنه أن يصعب الحملة على داعش.
وأضافت أن الخطر الثاني هو رفض العرب لاستخدام القوات التي يهمين عليها الأكراد في تحرير مناطقهم.و تعمل الولايات المتحدة جاهدة على تخفيف الخطر الثاني من خلال زيادة عدد المقاتلين العرب في التحالف الذي يقوده الأكراد ويطلق عليه قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وتنقل روبنسون عن مسؤولين عسكريين أمريكيين أن عدد المقاتلين العرب السوريين في قوات سوريا الديمقراطية يصل حاليا إلى 23 ألف مقاتل في مقابل 27 ألفا من الأكراد.
وبحسب الباحثة الأمريكية، يؤيد الجنرال فوتيل النهج الحالي لاستخدام القوات البرية المحلية بدلا من القوات الخاصة الأمريكية في عمليات انتزاع السيطرة على الرقة، لكنه يرى أن ذلك لن يكون مفيدا عندما تتجاوز الولايات المتحدة شركاءها في إشارة إلى تركيا.
ونوهت إلى أن المقاتلين العرب في قوات سوريا الديمقراطية يفتقرون إلى الخبرات العسكرية، ومن ثم سيكون الاعتماد أكثر في تحرير الرقة على وحدات حماية الشعب الكردية، وسيكون مفتاح النجاح في الرقة هو مدى قدرة القوات المحلية على إحكام قبضتها على المدينة بعد مغادرة الأكراد لها، حيث وعد الأكراد بالرحيل عنها بعد تطهيرها من داعش.
وأشارت روبنسون إلى أن من بين الخيارات المتاحة لتهدئة المخاوف التركية من وحدات حماية الشعب أن تزود أمريكا الميليشيات الكردية بما تحتاجه فقط من أسلحة وذخائر لتحرير الرقة. والخيار الآخر أن تكون الولايات المتحدة ضامنا لترسيخ نفوذها طويل الأجل على الأكراد السوريين.
وفي هذا الصدد تنقل عن الجنرال ستيفين تاونسند قائد قوات التحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق، قوله: "يمكننا أن نضمن أن لا يشكل هؤلاء تهديدا لتركيا، وتساءل من الذي تريده أنقرة أن يكون له تأثير ونفوذ على وحدات الحماية، هل تريد روسيا أم إيران أم الولايات المتحدة.
وخلصت الباحثة الأمريكية إلى أن عبارات التملق والنفاق التي يصدرها كبار القادة العسكرين الامريكيين لن تكون كافية نظرا لشكوك تركيا العميقة تجاه وحدات الحماية الكردية، ومن شأن الهجوم على الرقة دون التوصل إلى اتفاق مع تركيا أن يعرض مصالح الولايات المتحدة الجيوسياسية الإقليمية وحتى العالمية للخطر.
وأضافت إن الاستمرار في عزل الرقة سيمكن الولايات المتحدة من تضييق الخناق على تهديد تنظيم داعش حتى يمكن للجهود الدبلوماسية أن تبدد المخاوف التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!