أحمد تاشكاتيران – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
هل يمكن بدء صفحة جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية؟ يخبر رئيس الوزراء التركي بإمكانية حدوث ذلك. ووصف نائب رئيس الوزراء المحادثات الجارية مع الأمريكيين بأنها مبشرة.
كما تم التواصل مع ترامب عبر اتصال هاتفي, و "مايك بينس" وجهاً لوجه, وقام رئيس هيئة الأركان الأمريكية بزيارة إلى تركيا ثم عاد إلى بلاده, كما تم قبول الجمهوري "كين" في قصر "بيش تيبه".
ترك عهد أوباما آثاراً سلبية في العلاقات التركية-الأمريكية. كانت أمريكا من حلفاء تركيا, إلا أنها لم تعرف أين يجب عليها أن تقف في الملف السوري, إذ قامت بدعم الإرهاب الذي يهدد تركيا, بالإضافة إلى أنها لم تسلّم "فتح الله غولن" للحكومة التركية.
لم يكن إنهاء العلاقات مع الولايات المتحدة خيارا خاطئاً, في الوقت الذي تم فيه تحسين العلاقات مع روسيا، لكن ذلك لم يغيّر كثيرا في الجوهر, أي أن أمريكا ما زالت في المركز الأول بالنسبة إلى تركيا, بمعنى آخر الأولوية للعلاقات مع الغرب.
بدأ ترامب بداية سيئة تجاه المسلمين لدى تسلّمه الرئاسة, وكان رد العالم على أسلوب "حرب الحضارات" الذي استخدمه ترامب ملخّص ضمن عبارة "جميعنا مسلمون".
حافظت تركيا على هدوئها خلال هذه الفترة, مما أدى إلى انعكاس هذا الهدوء على ترامب، وعلى شكل الرغبة في تطوير العلاقات نحو الأفضل. حيث بدأت النتائج الجيدة بالظهور في قمة الدولة حول قضيتي سوريا وفتح الله غولن.
لا شك في أن العلاقات التركية-الأمريكية لا تقتصر على القضية السورية فقط, إنما جميع سياسات أمريكا في الشرق الأوسط مهمة بالنسبة إلى تركيا أيضاً. على سبيل المثال, قضية فلسطين-القدس.
أريد أن ألخص المواقف التي ستواجهنا بذكر بعض مدونات "بيت الله ديميرجي أوغلو" الذي قام بإعداد قسم "جدول أعمال العالم" لعدة سنوات ضمن صحيفة "ألتنولوك":
"إن أكثر المناطق تأزماً وارتفاعاً في مستوى التوتر في الشرق الأوسط هي الأراضي المحتلة. إذ يبدو أن حكومة "نتنياهو" ستقوم برفع مستوى النهب الذي تمارسه في الأراضي المحتلة نظراً إلى الشجاعة التي منحتها لهم وعود الرئيس الأمريكي الجديد "ترامب".
كما قام "مائير ترجمان" نائب رئيس بلدية القدس الشرقية بإعطاء التلميحات الأولى حول العهد الجديد عندما قال: إن قواعد اللعبة قد تغيرت مع مجيء ترامب إلى منصب الرئاسة في أمريكا.
وقام "نتنياهو" بتأييد قرار إنشاء المئات من المستوطنات الجديدة في القدس الشرقية المحتلة عقب تعيين دونالد ترامب في منصبه الجديد لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
مع بناء المستوطنات الجديدة, بات من المستحيل إقامة دولة فلسطينية بناء على أساس الحدود المرسومة عام 1967. كما أن ترامب قال مسبقاً "إن حل الدولتين ليس الحل الوحيد لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين" قاصداً من ذلك أنه لا توجد مشكلة في حال عدم إقامة دولة فلسطينية, ثم جاء القرار بمنع الآذان في فلسطين. إضافة إلى أن ترامب يقوم بذكر وعوده حول نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس في كل فرصة.
وقام ترامب أخيراً بنقل ملفات مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل إلى زوج ابنته اليهودي "جاريد كوشنار" موجهاً رسالة "لا تقلقوا .. سأكون معكم بجميع إمكانياتي" إلى المجتمع الصهيوني".
سيستمر الاحتلال والاستفزاز في ظل رئاسة ترامب. ماذا يمكن أن يحدث في حال عدم اتخاذ المجتمع الدولي للخطوات الكافية للوقوف في وجه هذه المشكلة؟ عند النظر إلى وسائل الإعلام في الشرق الأوسط, كما نجد أن المجموعات الفلسطينية بما فيهم حركة الفتح, بدأت بالعد التنازلي لاستئناف الكفاح المسلح.
ما أهمية ما ذكر بالنسبة إلى تركيا؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس