أردان زنتورك - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
ليعلم الجميع أن أولئك الأطفال، الذين جمعنا جثثهم الصغيرة من الشوارع بعد أن اختطفهم الموت في الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون بإدلب، لن يكون لرحيلهم أي صدى. تمامًا كما رحل عشرات الآلاف من الأطفال في دوامة الصراع الدموي على مدى 7 سنوات...
استُخدم في خان شيخون غاز السارين (أو أي غاز قاتل مشابه). والمعلومات الواردة للاستخبارات الإسرائيلية تفيد بأن الهجوم جاء بناء على أمر من أعلى مستويات نظام البعث، وأن السلاح المستخدم تم إخفاؤه بعد اتفاقية تفكيك الترسانة الكيميائية السورية. وعلى أي حال فلا يخفى على أحد أن نظام البعث ينتج الأسلحة الكيميائية من جديد.
هناك سببان وراء قتل بشار وداعميه للأطفال: 1- حساب ردة الفعل المحتملة لإدارة ترامب. 2- توجيه إنذار شديد للمعارضة.
والاحتمال الأكبر أن لا يعاقب على ارتكابه الهجوم.
لا تنتظروا خطوة جذرية من واشنطن
قالت إدارة ترامب إن الهجوم من عمل نظام بشار، لكنها أكدت أنه حتى بعد مثل هذا الحادث أن الدعوة للإطاحة به لن يكون لها نتائج عملية. فسرت نيويورك تايمز التصريح بطريقة جيدة: يعتبر ترامب نفسه مسؤولًا فقط عن التطورات التي تهدد أمن الأمريكيين لأنه وصل البيت الأبيض بشعار "أمريكا أولًا"، ولا نية لديه للتدخل في تصفية حسابات الأمم الأخرى بموجب مبدأي الديمقراطية وحقوق الإنسان.
تحليل صحيح، فترامب استقبل السيسي ديكتاتور مصر العسكري بحفاوة، ولم ينبس بكلمة واحدة عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر..
ورسائله إلى بشار "ستبقى في الحكم" ترمز إلى سياسة المصالح في التعامل مع الأنظمة الديكاتورية والملكية في الشرق الأوسط وليس مع القادة المدعومين شعبيًّا.
نرى وندرك أن أطفال خان شيخون القتلى ليسوا بالنسبة للعالم أكثر من مادة لإصدار الإدانات المعتادة.
المسلمون السنة.. حقل تجارب للأسلحة المبتكرة حديثًا
الحقيقة المرة هي أن الأراضي العراقية والسورية تحولت إلى حقل تختبر فيه القوى العالمية أسلحتها الجديدة... الولايات المتحدة، روسيا، وبقية الدول المنتجة للأسلحة تجرب مئات المعدات الحربية الجديدة في هذه المنطقة، وتستخدم المسلمين السنة لاختبار مدى فعاليتها. لم يعد هناك وجود للمدينتين السنيتين في المنطقة حلب والموصل. دُمرت الأولى على يد الروس، وتكفل الأميركان بالقضاء على شقيقتها.
هل تعتقدون أن تحالف روسيا مع إيران وحزب الله في سوريا، وتعاون أمريكا مع الحكومة الشيعية والحشد الشعبي المواليين لإيران في العراق من قبيل الصدفة؟ لا. ولماذا لا تجري أمريكا عملياتها المزعومة من أجل تطهير الأراضي التي يقطنها السنة في سوريا من داعش، بالتعاون مع الجيش الحر وإنما مع حزب العمال الكردستاني؟ الهدف مكشوف وهو تقسيم هذه المنطقة السنية في الشرق الأوسط بحيث لا تقوم لها قائمة خلال الخمسين عامًا القادمة، وتسليمها إلى مطايا القوى العالمية كنظام البعث وحزب الله والحشد الشعبي وحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب.
تعلم الإمبريالية جيدًا أن المنطقة السنية العريقة قادرة على إفساد مخططاتها عندما تمتلك كيانًا سياسيًّا مستقرًّا، والتطهير العرقي المستمر حاليًّا ما هو إلا سعي لتركيع هذه المنطقة.
وإفساد الشعب التركي في 15 تموز (المحاولة الانقلابية الفاشلة) مخططًا عمره مئة عام كان السبب وراء هذا الحصار الكبير الممتد من واشنطن عبر برلين حتى منبج وسنجار..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس