ترك برس
رأى مدير البحوث بمنتدى الشرق الأوسط في إسطنبول، غالب دالاي، أن المنطقة تعيش حالة من التشظي تحول دون قيام حلف فيها، مضيفا أن الوضع الراهن يتغير وليس هناك في المنطقة بنية ثابتة، وقد يتبدل حليف اليوم إلى خصم.
جاء ذلك خلال مشاركته في منتدى الجزيرة الحادي عشر المنعقد في الدوحة القطرية تحت عنوان "أزمة الدولة ومستقبل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط"، والذي تناول محورا يتعلق بالعرب والقوى الإقليمية الصاعدة.
وتطرق المشاركون بالمنتدى إلى طبيعة القوى الإقليمية الصاعدة ومشاريعها، كما تداولوا بالنقاش إمكانية أن تحل التحالفات الدولية محل الترتيبات الإقليمية على صعيد الأمن والاستقرار والتكامل الاقتصادي.
وحول موقف تركيا من الربيع العربي، قال الخبير التركي إنّ أنقرة آزرت الربيع العربي (ثورات احتجاجية سلمية ضخمة انطلقت في بعض البلدان العربية خلال أوخر عام 2010 ومطلع 2011).
وفي تقييمه لطبيعة التدخل التركي والإيراني في الأزمة السورية، قال دالاي "بسبب العسكرة في سوريا تحاول تركيا الوصول إلى ما هو مقبول وليس إلى ما هو مأمول"، بحسب الجزيرة.
وأضاف أن إيران تشعر بأنها تكسب بعض المعارك بينما ينتاب الرياض وأنقرة إحساس بأنهما تخسران. وأكد أن تركيا وروسيا لا يمكن أن تكونا حليفتين لأن لكل منهما رؤية مختلفة.
كما أشار الخبير التركي إلى أن المعضلة تكمن في كيفية مواجهة إيران وما إذا كان يجب التعامل معها كدولة طائفية أم قومية تسعى لتوسيع نفوذها.
واستهل فهمي هويدي -الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون العالم العربي والإسلامي- النقاش بتشخيص واقع الدول العربية الذي يغري القوى الإقليمية بتنفيذ مشاريعها المتنافسة فيها.
وينطلق المفكر المصري مما يراه حقيقة واقعة في دولنا وهي "حالة التفكك والفراغ.. حيث أصبحنا بصدد عاصمة عربية يتصارع أعضاؤها مع بعض وانتقلنا من حالة التطلع لأشواق الأمة إلى تفسخ الأوطان".
ويمضي في تشخيص تلك الحالة، مشيرا إلى أن أسئلة من قبيل من هو العدو الإستراتيجي للأمة، وما الذي يجمع شمل العالم العربي؟ لم تعد مطروحة تماما مثل وجود إشكال في مفهوم الدولة وتراجع مفهوم الأمة.
ونبّه المفكر المصري إلى أن الانهيار أحدث فراغا وتتمدد الآخرون في الفراغ العربي، معتبرا أن المشكلة هي "مشكلة أنظمة لأن الشعوب لاتزال بخير".
وخلص إلى أن العرب يعانون من أزمة فراغ وغياب مشروع وانعدام الديمقراطية مما أضفى ضبابية على الرؤى الإستراتيجية "فلم نعد نعرف من هو العدو ومن هو الصديق".
كما أكّد هويدي أنه لا سبيل للخروج من الحالة إلا بالشروع في بناء الدولة الوطنية دولة المؤسسات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!