أحمد جلال - خاص ترك برس
بعد أن قال الشعب التركي كلمته بنعم للتحول للنظام الرئاسي، تحضرني كلمة السيد الرئيس أردوغان والسيد رئيس الوزراء بن علي يلدريم من أنه لا فرق بين من قال نعم ومن قال لا فكلنا تركيا والفائز الوحيد فى عرس الديمقراطية هو تركيا والأمة الإسلامية.
لا شك في أن هذا الاستفتاء ونتيجته هو تغيير تاريخي سوف يمتد صداه إلى جميع أنحاء العالم، وبالأخص العالم الإسلامي والعربي وهو نتاج عمل دؤوب استمر لفترة طويلة. وتمثل ذلك في:
أولًا طريقة التنظيم الإحترافية وشفافية العمل
إن طريقة التنظيم الاحترافية الرائعة وعدم ترك شيء للصدفة، واستخدام أحدث التكنولوجيات فى عملية التحضير للاستفتاء وتنظيم اللجان وعملية التصويت والكارت المخصص للتصويت ثم عملية الفرز ثم جمع وفرز النتائج بهذة الطريقة السلسة والمذهلة حتى لا يدع مجالًا لأي مشكك فى نزاهة الاستفتاء وصدق نتائجة والشفافية فى عمل جميع اللجان والقائمين عليها لهو شيء يجب أن يشكر عليه حميع من قام بعملية التنظيم.
ثانيًا إعلام قوي ومحترف
بلا شك أن الآلة الإعلامية التركية قد ملكت كل سبل العمل الإعلامي باحتراف وخبرة كبيرة جدًا بجميع أفرعها من إنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والصحافة، والتليفزيون والراديو وغيرها بالرغم من الحرب الضروس التي شنتها مواقع إعلامية مضادة لا تريد الخير لتركيا الجديدة، ودائمًا ما قامت الآلة الإعلامية التركية بالرد وتصويب المعلومات الإعلامية التي تشن غارات مكذوبة وخاطئة بغرض عمل بلبلة فى عقل المستخدم وللرأي العام داخل أوخارج تركيا.
ثالثًا القيادة الخبيرة والماهرة بأصول العمل السياسي والدعوي
كما أن ما قام بة السيد الرئيس أردوغان من مجهود جبار قبل الاستفتاء والفريق المعاون له بالعمل والإعلام وزيارة كل الولايات التركية للتعريف بمزايا التحول للنظام الرئاسي حتى اليوم قبل الأخير للاستفتاء والظهور يوميًا يخطب فى الحشود أو فى برامج على الهواء مباشرةً لهو تحفيز للشباب المسلم للعمل بدأب وجد ونشاط حتى الوصول إلى الهدف المنشود.
إن نتيجة هذا الإستفتاء تدل على ترسخ الديمقراطية التركية وأنها أصبحت القاطرة والمعلم الذى سوف تستلهم منه شعوب الأمة الإسلامية والعربية طريقها نحو نور الحرية والعدالة والتنمية.
رابعًا التوقيت واستغلال الفرصة السانحة
لا شك أن من عوامل النجاح دائمًا اختيار الوقت المناسب والفرصة السانحة للعمل والطرح على الجمهور، فالقيادة السياسية التركية تسير بخطى محسوبة ودقيقة فى توقيتاتها وهذا شيء يحسب لها بعد توفيق اللّه سبحانه وتعالى، فتقديم أو تسريع شيء قبل أو بعد أوانه غالبًا ما يتعرض للفشل نتيجة تواجد ظروف غير ملائمة تعرقل استجابة الجماهير له، كما أن عرض الأمر على الجمهور فى الوقت المناسب يمثل فرصة سانحة لتقبل الجمهور لهذا العرض والاستجابة له بشكل ممتاز.
خامسًا الصدق والإخلاص مع الشعب
وكما قال سيادة الرئيس أردوغان بعد الاستفتاء، إن القيادة التى تخدم الشعب هى التي يحترمها الشعب أما القيادة التي تمسك العصا للشعب لن تجني شيئًا من هذا الشعب، فالشعوب تحب القيادة التى تخدمها وتشاركها وجدانيًا وعاطفيًا وإنسانيًا وتشاركها همومها ومشاكلها وتقف معها فى السراء والضراء بتطوير خدمات للمواطن فى جميع المجالات من صحة وتعليم وطرق وكباري وعلاج مشاكل البطالة وتحسين الزراعة والصناعة والتجارة وتحفيز الجميع وتسهيل الأمور الحياتية للمواطن حتى يقبل بنفس راضية على العمل والإنتاج وخدمة بلادة، فعندما يحس القائد بالآم الشعب ويعمل بصدق وإخلاص له يحس الشعب بالآم القائد ويقف بجانبة بكل قوة ويدافع عنة بالغالي والنفيس وييسر له كل السبل من أجل خدمة شعبه.
سادسًا الإستثمار في القوى البشرية ينتج شعبًا واعيًا
إن وجود شعبٍ واعٍ بالمخاطر التي تحاك ضد أمته ليس بالعمل السهل، وهذا الوعي هو نتاج عمل القيادة التركية التي قامت بالتطوير والاستثمار في التعليم والبحث العلمي بمليارات الدولارات، والقضاء على الأمية والجهل، وكذلك قامت بتطوير الأجهزة المعاونة كالإعلام وعمله كأداة تعليمية وتثقيفية للعمل على تطوير العقول فى كل مكان بحيث تصل للجميع فى موقعهم ويستفيد منها الجميع وعرض المعلومات والحقائق الموثوق فى صحتها والبعد عن التوافه والمعلومات المغلوطة وتصحيحها والبعدعن كل ما يعمل على تسطيح فكر وعقل الشعب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس