أحمد جلال - خاص ترك برس
صبيحة الانتصار في الاستفتاء على التحول للنظام الرئاسي بقول الشعب التركي نعم، قام السيد الرئيس أردوغان بزيارة قبور الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري وفاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح والسلطان ياوز سليم الأول من حمل لقب أمير المؤمنين وخليفة المسلمين وخادم الحرمين الشريفين من سلاطين آل عثمان والرئيس السابق عدنان مندريس، ورئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان، والرئيس السابق تورجوت أوزال. وكان لهذة الزيارة مغزى وعدة دلالات مهمة وهي:
أولًا تحقيق فكرة تواصل الدعوة الإسلامية بين الأجيال منذ عصر النبوة حتى الآن
فزيارة السيد الرئيس أردوغان لأحد الصحابة الأوائل وهو الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري، الذى استضاف النبي صّلى اللّه علية وسلم في منزلة المكون من طابقين وما حدث بينهما نتيجة لذلك، وعندما تذهب إلى الحج أو العمرة، وترى مئتي ألف من الحجاج الأتراك، وكلهم يبتهلون إلى الله، ويدعون الله، فإنهم في صحيفة هؤلاء الصحابة الكرام الذين خرجوا من مكة المكرمة، ومن المدينة المنورة، لينشروا هذا الدين في الآفاق. سيدنا أبو أيوب الأنصاري أحد هؤلاء الصحابة الذين وصلوا إلى أقاصي الشمال، ودفن عند أسوار القسطنطينية، فهو الآن مدفون في أحد أحياء إسطنبول، حينما اتسعت إسطنبول شملت قبره رضي الله عنه وأرضاه، على كلٍ الإنسان يعمل في الحياة الدنيا أعمالًا كثيرة، لكن أرقى عمل له حينما ينشر الحق طاعة للّه ورسوله.
ثانيًا لفت نظر المسلمين لدور سلاطين العثمانية في خدمة وقيادة العالم الإسلامي
سلاطين الدولة العثمانية ودورهم فى خدمة وقيادة العالم الإسلامي يحقق فكرة تواصل الأجيال، فلتعلم أيها القارئ، أن الذين أسسوا هذة الدولة، هم أقدر وأعظم حكام التاريخ العالمي. وقد كانوا ولا زالو أصحاب أقوى سلطة ومالكوا أوسع أقطار العالم على وجة الأرض. أصحاب عقول راجحة وقوة لا تضاهى. فتح اللّه عليهم حظوظهم وقسمهم أنصبتهم. يعملون الكثير من الخير والإحسان، لا نهاية لشوكة سلطانهم. هم أصحاب أحدّ السيوف وأمضى الرماح. لايضاهيهم فرد على وجة الأرض فى الثروة، المال، الجنود والسلاح. ليس هنالك من يناظرهم بالتأثير والقوة. يطرقون أقوم السبل، رأيهم صائب وبين. هم سادة الشرق والغرب، البر والبحر وحماة مكة والمدينة فى تاريخهم المجيد، شرفهم اللّه بشوكة لم ينلها أحد بعد النبى سليمان. إن هذا بّين لدى من يدقق حياتهم. لم يرتق حكام هذة الدولة بالظلم والإساءة إلى أسلافهم الحكام والدول وشعوبها. لم يرتكبوا ما ينافى الحق. كان العدل رائدهم على الدوام. فتحوا القسم الأعظم من بلادهم من يد الكفار والظلمة. أسسوا هذة الدولة ووسعوها بحدّ سيوفهم ونِصال رماحهم، لم يرثوا أحدًا ولم يعتلوا السلطة بالتعدي على حقوق الغير. ملؤوا الفراغ الذى كان على سرير السلطنة فيما سلف. لم يسبق أن جاءت على وجة الأرض سلالة بهذة الأوصاف.
ثالثًا رد الجميل لرؤساء الجمهورية السابقين الذين ضحوا بحياتهم فى سبيل إعادة الهوية الإسلامية لتركيا
فعمل السيد الرئيس أردوغان هو إمتداد لعمل الرؤساء السابقين وكل منهم قد وضع لبنة فى سبيل إعادة الهوية الإسلامية لتركيا، رئيس الوزراء عدنان مندريس الذى أعاد الآذان لمساجد تركيا لكن العسكر انقلبوا عليه وأعدموه بتهمة تأسيس دولة دينية، ومؤسس الحركة الإسلامية فى تركيا الحديثة ورئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان الذي نشط عبر العالم الإسلامي، وحدد موعداً لمؤتمر عالمي يضم قيادات العمل الإسلامي لحل مشاكل العالم الإسلامي الملحة، وباتت تركيا تتدخل بثقلها لحل مشكلات داخلية في دول إسلامية، والرئيس التركي السابق تورجوت أوزال الذى مات مسموما بعدما كان يعمل سرا على إعادة تركيا لهويتها الإسلامية. وكما يقال ما من مسلم إلا وهو قائم على ثغرة من ثغر الإسلام فمن استطاع ألا يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل.
ولا يسعني إلا أن أقول وسنظل نفتخر بكم أجدادي الذين رفعوا راية الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض فكانت حضارتهم ذخرًا بكل خير فكانوا حماة لمقدسات المسلمين ورحماء بغير المسلمين فعاش الكل تحت راية الإسلام في أمان ورحلتم عن عالمنا في سلام مع إني لا أحمل دمائكم في عروقي ولكن حبي لكم تجاوز حب من أحمل دمائهم من الأجداد، فأنتم كنتم وستظلوا نبراسًا لهذة الأمة يضئ لها طريق الحق والرشاد.
يومًا ما سوف تسود المحبة ربوع الأرض .. عندما ترفرف رايات الإسلام والسلام
وسوف يحلق الطير من المشرق إلي المغرب مغردًا .. يشكر المولى علي نعمة الأمن والأمان
يومًا ما سيصغي الدهر لدعوتنا .. وسيردد فم الزمان قرآننا
وستشرق على الكون شموس هدايتنا .. وسيعم الكون نورُنا
وستتذوق الإنسانية حلاوة الإيمان والسلامة والإسلام .. حينما ترفرف عليها أنفاس النبوة الخاتمة
يمازجها أنفاس الوحى المقدس .. وتحيط بها رحمة اللّه من كل جانب
ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر اللّه .. ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس