ترك برس
أكد البروفيسور، ويلفريد فوهرمان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بوتسدام الألمانية أن القوة العسكرية التركية لا غنى عنها لحماية القيم الأوروبية، وأن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي هو أكبر ضمان لبقاء الاتحاد والحفاظ على وزنه الجيوسياسي، معربا عن اعتقاده أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لا يعتزم تفكيك الديمقراطية التركية كما يتصور بعض السياسيين والإعلاميين.
وقال المحلل الألماني في مقابلة مع صحيفة فستنيك كافكازا الروسية إنه لا يتفق مع رأي المراقبين الأوروبيين بأن نتيجة الاستفتاء في تركيا تعني نهاية الديمقراطية في الجمهورية. وأضاف من غير المرجح أن أردوغان يعتزم تفكيك الديمقراطية في البلاد تماما وإنشاء جمهورية تركية إسلامية، وأن هذا الهدف قد اقترب بعد الفوز في الاستفتاء، كما يتصور بعض السياسيين والصحفيين والإسلاميين.
وفيما يتعلق بتوتر العلاقات بين أنقرة وبرلين بسبب اعتقال السلطات التركية أتراكا يحملون الجنسية الألمانية بتهم مختلفة، قال فوهرمان إن السؤال المطروح هو ما حق ألمانيا في المطالبة بإطلاق سراحهم. هم مواطنون أتراك سيمثلون مثل غيرهم أمام العدالة بتهمة الإرهاب والدعاية له.
ورجح فوهرمان أن تؤدي عودة العمل بعقوبة الإعدام في تركيا إلى إغلاق ملف انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، لكنه أشار إلى أن قضية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لن تغلق بعد ذلك، وأن أردوغان سيكون قادرا على طرح حجته حول ضرورة بدء حوار عادل مع تركيا فى النهاية، كما يحدث في العلاقات مع الصين أو الولايات المتحدة. وإلا، فإن الحوار سينخفض مرة أخرى إلى سياسة الكيل بمكيالين لدى الغرب.
وأضاف أن العامل الحاسم هو عضوية تركيا المباشرة في الناتو، فقد شهد العالم مرارا وتكرارا دور تركيا بالغ الأهمية في الحلف وليس فقط أثناء نشر وتفكيك أنظمة الصواريخ الأمريكية خلال الأزمة الكوبية. وفي هذا الصدد، يجب أن تفهم سياسة المستشارة أنجيلا ميركل في سياق عضوية تركيا في الناتو وفي "النادي الأمريكي" للدول.
وتابع قائلًا إن أهمية ومساحة المناورة السياسية لأنقرة سيتزايد بسبب النفوذ التركي في القوقاز والصراع الأوكراني. وفي المستقبل، فإن زعزعة استقرار البلدان الإسلامية في آسيا الوسطى والقوقاز بشكل متزايد بسبب أنشطة الإسلاميين وتنظيم داعش ستكون ذات أهمية مركزية أيضا في تعزيز أهمية تركيا.
ورأى أن احتمال انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي سيزداد حتى في حال مواصلة تطوير مفهوم "أوروبا بسرعتين" - وفي هذه الحالة، فإن أنقرة لديها فرص الانضمام إلى مجموعة الدول الأقل تكاملا بسرعة. وحتى ذلك الحين، يتعين على الأطراف أن تبقى في الحوار.
وقال إن من غير المرجح أن تعيش تركيا بالقيم الأوروبية وأن تضمنها، ولكن أي سياسي عملي مثل أنجيلا ميركل، سيدرس المعطيات والظروف ويخلص إلى أن المساهمة العسكرية التركية وحدها لا تقدر بثمن في حماية هذه "القيم الأوروبية". وهذه الجوانب الاستراتيجية أكثر أهمية من أي "خطوط حمراء".
ووفقا لفوهرمان، فمن وجهة نظر البراغماتية السياسية، فإن الوزن الجيوسياسي للاتحاد الأوروبي وبقاءه سيكون أكثر ضمانا مع عضوية تركيا في الاتحاد منه من دون تركيا، وهو ما يفهمه الرئيس التركي أردوغان، ويلعب عمدا بورقة روسيا والاتحاد الأوروآسيوي أو "الاتحاد الإسلامي" مع المستشارة الألمانية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!