ترك برس
رأى محلل سياسي تركي أنّ بلاده تمر بمرحلة انتقالية وسط مشاكل داخلية وخارجية بحاجة إلى حلول، ومخاطر وتحديات تحيط بها من كل جانب، ولا يمكن أن تتلكأ القيادة التركية في محاربة الكيان الموازي وحزب العمال الكردستاني، وتهمل الملف السوري والملف العراقي وغيرهما، بحجة أنها منشغلة بعملية الانتقال إلى النظام الرئاسي.
وفي تحليل نشره موقع "عربي21"، أشار الخبير التركي إسماعيل ياشا، إلى وجود عدّة مُهمّات صعبة أمام رئيس بلاده رجب طيب أردوغان، خلال عملية الانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي التي ستستغرِق حوالي سنتين، على خلفية الاستفتاء الشعبي الذي جرى على التعديلات الدستورية يوم 16 أبريل/نيسان الماضي.
وقال ياشا إن المهمة الأولى أمام أردوغان تتمثل في إعادة بناء حزب العدالة والتنمية على وجه السرعة ليكون قادرا على مواكبة مرحلة الانتقال وما بعدها، ويمكن أن نقول إن أردوغان بدأ القيام بهذه المهمة مباشرة بعد انتهاء المؤتمر الاستثنائي الثالث الذي عقد في أنقرة في 21 مايو / آيار.
وتم اختيار أعضاء لجنة الإدارة المركزية واتخاذ القرار، غير أن التجديد في قمة الهرم لا يكفي، بل لا بد من إعادة بناء جميع فروع حزب العدالة والتنمية ومؤسساته، واستبدال الأعضاء الذين تعبوا في المرحلة الماضية بآخرين جدد يمكن أن يواصلوا العمل دون ملل أو كلل.
المهمة الثانية، حسب رأي الخبير التركي، هي التحضير لتطبيق النظام الرئاسي في 2019 بالكامل. ويجوز لنا أن نقول إن أردوغان بدأ القيام بهذه المهمة عمليا قبل التعديلات الدستورية، لأنه منذ انتخابه رئيسا للجمهورية لم يكن رئيسا معتادا، بل كان يتحرك وكأنه رئيس في النظام الرئاسي لا البَرلماني، وجعل الشعب التركي يجرب النظام الرئاسي إلى حدٍ ما. وبعبارة أخرى، أن الشعب التركي مستعد نفسيا لهذا الانتقال.
وتم تطبيق ثلاث مواد متعلقة بإلغاء المحاكم العسكرية وإعادة تشكيل المجلس الأعلى للقضاة والمدعين العامين وعودة رئيس الجمهورية إلى حزبه، وسيتم تطبيق بقية مواد التعديلات الدستورية بعد سنتين، إلا أن عملية الانتقال تتطلب سن قوانين متطابقة مع النظام الجديد قبل تطبيقه.
وأوضح ياشا أن المهمة الثالثة التي يجب أن يقوم بها أردوغان في هذه المرحلة هي الاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي سيتم إِجراؤهما معا في 2017، لأن المتوقع أن تشهد الانتخابات الرئاسية القادمة منافسة شرسة وأن تبذل المعارضة والقوى الداعمة لها قصارى جهدها للحيلولة دون فوز أردوغان فيها.
كما أن حزب العدالة والتنمية لا بد من أن يحصل على الأغلبية في البرلمان كي لا يواجه أردوغان بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية مشاكل وخلافات مع الأغلبية البرلمانية. ولذلك يجب أن يستعد أردوغان وحزبه جيدا للمنافسة والفوز في كلا السباقين، حسب رأي الكاتب.
وتابع ياشا: "تركيا تمر بمرحلة انتقالية إلا أن هناك مشاكل داخلية وخارجية بحاجة إلى حلول، ومخاطر وتحديات تحيط البلاد من كل جانب. ولا يمكن أن تتلكأ القيادة التركية في محاربة الكيان الموازي وحزب العمال الكردستاني، وتهمل الملف السوري والملف العراقي وغيرهما، بالإضافة إلى العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بحجة أنها منشغلة بعملية الانتقال إلى النظام الرئاسي.
وشدّد الكاتب التركي على ضرورة أن "يُشرف الرئيس رجب طيب أردوغان على جميع هذه الملفات الهامة ويقود السياسة الداخلية والخارجية بصفته رئيس الجمهورية ورئيس الحزب الحاكم. وهذه هي مهمته الرابعة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!