ترك برس
رأى المفكر الموريتاني محمد مختار الشنقيطي، أن الأطراف المتخاصمة في الخليج لكل منها أوراق ضغط قوية، وقوة الموقف القطري في انحياز الشعوب لجانبه، فمعه ضمائر الشعوب بما في ذلك ضمائر شعوب الخليج، بالإضافة إلى أنه أصبح لديه حليف إقليمي قوي جدا وهو تركيا.
وأوضح الشنقيطي، أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان في جامعة حمَد بن خليفة في قطر، أن دخول تركيا على الخط سياسيا وعسكريا يقلب المعادلة كلها، وربما هذا ما تحتاجه المنطقة تحديدا، حسبما أورد موقع "عربي21".
وأضاف في السياق ذاته: "لأن الخلافات الإقليمية التي تُمزق المنطقة الآن ستستمر وتستمر اللعبة الدولية في إذكائها إلى أن يدخل طرف إقليمي مسؤول وقوي ومستعد أن يقف مع قضايا الشعوب ومع الحق في الصراعات الحالية".
وقال إن نقطة قوة الطرف الآخر الأساسية تتمثل في تواطؤ الأمريكيين معه في الضغط على قطر، لكن نقطة ضعفهم أيضا أنه من السهل جدا أن يُغير الأمريكيون موقفهم غدا إذا تبين لهم أن الأمور ستخرج من أيديهم، وبالتالي فإنهم سيلزمون السعودية والإمارات بتغيير موقفهما أيضا.
وأشار الشنقيطي إلى أن "مشكلة الطرف السعودي الإماراتي أنه ليس صاحب رؤية استراتيجية ولا قرارا سياسيا مستقلا بقدر ما هو يُنفذ أجندة دولية، ولذلك فإن الأطراف الدولية قد تدرك أن محاولتها مع قطر لم تنجح، وبالتالي فإنه ينبغي تأجيلها أو التخلي عنها نهائيا".
ونوّه إلى أن الأزمة ستلقي بظلالها على المدى البعيد على المعادلات والتحالفات الإقليمية والدولية في المنطقة، مضيفا أن "من المتوقع ظهور محور جديد في المنطقة به قطر وتركيا بشكل أبرز وأوضح وأقوى، وربما يتصالح هذا المحور مع إيران، وبذلك تكون السعودية هي الخاسرة في نهاية المطاف".
وذهب إلى أن "الحرائق تحاصر السعودية من ثلاثة جوانب: شمال الشرق في العراق، وشمال الغرب في سوريا، وجنوبا في اليمن، وأخيرا بدأت السعودية تفقد أهم أصدقائها في الخليج (قطر) بسبب انسياقها مع مغامرات أبو ظبي وإصرارها على استمرار الصراعات الدموية والحروب الأهلية في المنطقة خدمة للثورات المضادة".
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات مع قطر، وأغلقت مجالاتها الجوية أمام الرحلات التجارية منها وإليها، متهمة الدوحة "بتمويل الإرهاب"، الأمر الذي تنفيه الأخيرة بشدة، وهذا هو أسوأ شقاق بين دول عربية كبرى منذ عقود.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق رفضه للعقوبات التي فرضت على قطر، مؤكدا عزمه على تطوير العلاقات مع الدوحة. وإذ اعتبر أن "تقديم قطر على أنها داعم للإرهاب هو برأيي اتهام خطير"، أضاف أردوغان "أنا أعرفهم (قادة قطر) جيدا، ولو كانت الحال كذلك لكنت أول رئيس دولة يتصدى لهم".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!