ايكوترنت - ترجمة وتحرير ترك برس
تسير منطقة "كرزة" بولاية سينوب شمالي تركيا، بخطى واثقة نحو التحول إلى مركز لصناعة الألعاب الخشبية، وتضم مجموعات الألعاب الخشبية المصنوعة في المنطقة ألعابًا مثيرة للاهتمام، بينها ألعابٌ تمثل شخصيتي قره كوز وحاجيواد.
تتحول قطع الخشب في أيادي النسوة المشاركات في الدورة التدريبية التي تنظمها مؤسسة التوظيف التركية في منطقة "كرزة" بولاية سينوب، إلى ألعاب مثيرة للاهتمام.
لقد ساهمت الدورات التدريبية التي يجري تنظيمها في منطقة "كرزة" طيلة السنوات الثلاث الماضية، في الترويج والتعريف بالمنطقة وتوفير دخل اقتصادي إضافي للمتدربين. ولكن قلة عدد الورشات التي تصنع هذه الألعاب الخشبية، أدت إلى تباطؤ في الحركة التجارية وقللت من فرص العمل في هذا المجال.
وقال عدنان قره كلة، أحد المدربين في الدورات التدريبية: "أعمل في مجال النحت على الخشب لدى وزارة الثقافة. وأنتج ألعابًا خشبية تقليدية. أعمل في هذا المجال منذ حوالي 7-8 سنوات. كما عملت خلال السنوات الـ 5 الأخيرة في ورشة فنيّة في كرزة. ننظم دورات تدريبية في مجال النحت على الخشب وصناعة الألعاب الخشبية في كرزة بالتعاون مع مؤسسة التوظيف التركية وبلدية المنطقة. لقد تمكنا من الوصول إلى حوالي 40 شخصًا حتى الآن، وساعدناهم لكي يتعلموا المهنة بسرعة وكفاءة.
وتابع قائلًا: إنني منكب في هذه الفترة على زيادة عدد الورش الفنية وعدد المحلات التجارية التي تبيع المنتوجات في كرزة. لأن الألعاب التي يتم إنتاجها هنا هي ألعاب تقليدية، وهي تمثل تراثنا الثقافي. إذا تمكنا من رفع عدد الورشات التي تصنع مثل هذه المنتوجات في كرزة إلى 4 أو 5 ورشات، فسنستطيع تسويق هذه المنتجات في جميع المدن التركية. وعليه سوف نتمكن وقتها من كسب واردات مالية تمكننا من خلق فرص عمل جديدة لسكان المنطقة. حاليًا لا نبيع بالجملة، لأن جميع منتجاتنا يدوية الصنع وذات طبيعة تقليدية. ولذلك، فإن الإنتاج يبقى غير كافي مهما ارتفع العرض والطلب. لهذا السبب نحن نطمح إلى زيادة أعداد الورش الفنية وتطويرها.
وشدد قره كلة على أن الألعاب التي يتم إنتاجها في الدورات التعليمية، تستحق وصفها بأنها "كنوز ثقافية"، وقال: نريد دعمًا من مديرية الثقافة والسياحة في المنطقة. نحن بحاجة ماسة لتنمية مهارات الأطفال الحركية وتدريبهم على الرسم وصناعة الألعاب، وتطوير مهاراتهم وتنمية القدرة على التخيل وإعدادهم جيدًا للمستقبل.
نريد ارتباط اسم "كرزة" بالألعاب الخشبية
وأشار قره كلة، أنه يستطيع صناعة اللعبة التي يتخيلها بواسطة الخشب، وأنه ينتج حاليًا 50 نوعًا مختلفًا من الألعاب. وقال: إن هدفنا الرئيسي هو خلق فرص عمل لربات المنازل. والترويج لمنطقة "كرزة" كعاصمة لصناعة الألعاب الخشبية فر تركيا، من خلال تفعيل دور الورش التي تعمل في هذا المجال، وزيادة أعدادها وتطويرها.
حتى المسامير من الخشب
من جهتها، قالت سمرا سازار، إحدى المشاركات في الدورات التدريبية، إنها بدأت بفضل الدروس التي تلقتها من الدورة التدريبية بصناعة الألعاب الخشبية، مشيرة إلى أنها لا تستخدم أي مواد خارج نطاق الخشاب، في صناعة الألعاب، لذلك فإن منتجاتها تتميز كونها طبيعية 100 بالمئة.
وأشارت سازار، أنها تستخدم في الألعاب الخشبية مسامير مصنوعة من الخشب، يجري تصنيعها في الورشة التي تملكها في "كرزة".
ولفتت أيضًا أنها تصنع مجموعات مختلفة من الألعاب الخشبية، مثل السيارات والأسرة بطابقين وغيرها، وقالت: في الواقع نحن نصنع كل ما يخص الأطفال وألعابه. نسعى لبيع المنتجات خارج منطقتنا، لذلك أطلقنا حاليًا مرحلة التصنيع والتخزين.
وشددت سازار على أن الألعاب المصنعة من الخضب صحية ولا تشكل خطرًا على صحة الأطفال، كونها مصنعة من الخشب الطبيعي، كما أن استخدامها ليس حكرًا على الأطفال، إذ من الممكن أن تقدم كهدايا للأصدقاء، أو تستخدم في ديكور المنازل.
يشار إلى أن ألعاب الأطفال الخشبية شهدت شعبية واسعة في تركيا مؤخرًا، لما لها من خصائص طبيعية صحية بخلاف المواد الصناعية الأخرى التي تصنع منها الألعاب وتحتوي على عناصر ضارة كالبلاستيك والخلائط المعدنية الكيميائية.
ويأتي ترتيب تركيا في أوائل الدول المستهلكة للأخشاب بأنواعها على مستوى العالم، وهذا ما جعلها تتجه نحو تشجيع استخدامها مؤخرًا في صناعة ألعاب الأطفال.
وقد بدأت بعض الولايات فعليًا بإنشاء ورشات نجارة متخصصة بصناعة لعب الأطفال وأدوات أخرى للاستخدام والزينة في المنزل، كما افتتحت البلديات في عدة ولايات، دورات تدريبية على صناعة الألعاب الخشبية، شارك فيها سيدات تركيات وسوريات تتراوح أعمارهن بين 18-40 سنة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!