حسن بصري يالتشين – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
لفت انتباهي أحد الاخبار التي صادفته عبر مواقع التواصل الاجتماعي. إذ كان يحتوي على مشاهد تصوّر لحظات قيام الخونة التابعين لتنظيم الكيان الموازي، والمتسربين إلى الجيش والدوائر القضائية، بإيقاف الشاحنات التابعة لجهاز الاستخبارات الوطنية، إلى جانب اعتقال عناصر الاستخبارات الموجودين في الشاحنات. من الضروري رؤية الصور التي أحدثكم عنها لمعرفة مدى الخيانة التي تواجهها تركيا.
لاحظوا كيف تسربوا إلى جيمع المؤسسات القانونية؟ كيف أفشوا أسرار الدولة والمجتمع؟ لاحظوا مدى ثقتهم بأنفسهم؟
تذكروا ما حدث في تلك المرحلة. حاولوا اعتقال مستشار جهاز الاستخبارات الوطنية. كما حاولوا اعتقال الوزراء وعائلاتهم، وصلت بهم خيانتهم إلى درجة تهديد رئيس الوزراء أيضاً. لم تكن هناك محاولة انقلاب بعد، إلا أنهم أصبحوا بمثابة هاجس يتجول داخل المجتمع والدولة.
كان الجميع يمارس سياسة الابتعاد عن الشر، لأننا جميعاً نتذكر الشائعات المروّجة في تلك الفترة. إذ إنهم مارسوا جميع أنواع التهديدات والابتزازات، إضافةً إلى مراقبتهم للناس وتسجيل أخطائهم، لاغتيال اعتبارهم الشخصي في حال عدم تلبيتهم لما يُطلب منهم. تظاهروا بأنهم يقومون بهذه النشاطات ضمن إطار القانون، مما كان يسبب الصعوبة في إلقاء القبض عليهم نظراً إلى عدم وجود دلائل ملموسة تدين جرائمهم.
لنفكر بما حدث قبيل محاولة الانقلاب. كنا متأكدين من وجود هؤلاء الخونة داخل جميع المؤامرات التي تعرضت لها تركيا، إلا أن إلقاء القبض عليهم كان أمراً شبه مستحيل. لو لم يتم إلقاء القبض عليهم متلبسين بالجريمة خلال محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو، لما تمكنت الحكومة التركية من تطهير مؤسساتها من هؤلاء الخونة. كيف يمكن عزل بروفسور أو ضابط من رتبة "فريق" عن عمله دون دليل موثّق؟ كيف يمكن تطهير الكوادر الحكومية من آلاف المعلمين وعناصر الشرطة؟ أصاب الرئيس أردوغان حين أشار إلى أن هذه الأحداث كانت الجانب المضيء لمحاولة الانقلاب.
اتخذت الحكومة التركية قراراً هاماً في خصوص مصالحها الدولية، لذلك بدأت بدعم بعض المجموعات في سوريا.
جميع الدولة تقوم بمثل هذه النشاطات، وتركيا تقوم بدورها في هذا الصدد بما يخدم مصالحها الوطنية. إلا أن هؤلاء الخونة ينفذون عمليات ضد الحكومة التركية تحت مسمى القانون في الداخل، لإضعاف شوكتها في الخارج.
تم إنزال عنصر الاستخبارات من الشاحنة بالقوة، وتعرضّ للذل، وتمت معاملته على أنه إرهابي. استند الخونة التابعون لتنظيم الكيان الموازي إلى قرار المحكمة الموجود لديهم في تصرفاتهم. كيف كانت مشاعر عنصر الاستخبارات عندما رأى قرار المحكمة الذي ينص على معاملتهم كإرهابيين؟ إذ تفاجأ بأنه أصبح مطلوباً بصفة إرهابي دولي، في حين كان يؤمن بأنه يخدم الوطن والأمة.
قام هؤلاء الأوغاد بالتخطيط المستمر. نشروا العمليات التي قاموا بها بعد تنفيذها لتصوير تركيا على أنها دولة إرهابية أمام الرأي العام الدولي. قاموا بتسريب الصور والوثائق إلى الصحافة، وجميعنا نعرف من قام بتسريبها. عادت تركيا إلى صوابها، وبدأت بتطهير مؤسساتها من هؤلاء الخونة. بدأت المحاكم بمعاقبتهم. يجب أن يعلم هؤلاء أن الخيانة لن تبق دون عقاب.
يخرج كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري في مسيرة العدالة، ولكن متى؟ بعد أن حكمت المحكمة على أنيس بربر أوغلو المتورط بتسريب الصور التابعة لجهاز الاستخبارات، بالسجن مؤكدةً على أنه مذنب في خصوص قضية الشاحنات التابعة لجهاز الاستخبارات الوطنية، فهل التمرّد على قرار المحكمة يعدّ بحثا عن العدالة؟.
حزب الشعب الجمهوري يلعب بالنار. لنرى إلى أين سيصل به هذا المطاف؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس