ترك برس
استنكرت شبكة الجزيرة الإخبارية في قطر، مطالبة دول النزاع في الأزمة الخليجية، بإغلاق قناتها، موضحة أنّها مؤسسة تؤدي عملها في نقل الأخبار بنزاهة وصدق ومن دون تحيّز لطرف ضد طرف آخر.
جاء ذلك في بيان بعثت الجزيرة نسخة عنه باللغة التركية إلى موقع ترك برس، أول أمس الخميس، أعطت فيه لمحة عن انطلاقتها، والتحديات التي واجهتها منذ بدء مسيرتها إلى الآن.
وكانت دول النزاع في الأزمة الخليجية، وهي "السعودية والبحرين والإمارات واليمن وموريتانيا وجزر القمر ومصر" قد رفعت عبر دولة الكويت إلى قطر، قائمة تشتمل على 13 مطلبا، تشترط تطبيقها لرفع الحصار عنها، من ضمنها إغلاق قناة الجزيرة.
وأشارت الجزيرة في رسالتها إلى أنّها كانت لدى انطلاقتها عام 1996، أولى قناة تخصصت في العالم العربي بنشر الأخبار الموثوقة والصادقة.
ولفتت إلى تميّزها وتفرّدها في مسارها عن سائر الإعلام آنذاك، قائلة: "في الوقت الذي كان فيه معظم الإعلام العربي خاضعا لسيطرة الدول، وصدى لصوت الحكّام والحكومات، جاءت الجزيرة متميّزة ومتفردة، إذ بدأت مسيرتها وفقا لمبادئها التي تعتمد بشكل أساس على نقل أخبار وقصص الإنسان الذين تمّ تجاهله لسنوات طويلة، وحرصت في ذلك الحرص كلّه على الصدق والنقل بأمانة واستقلالية".
وأضافت أنّها أصبحت خلال مدّة قصيرة، من خلال المعلومات والأخبار التي نقلتها عبر شاشتها، بمثابة شريان الحياة بالنسبة إلى المواطن العربي الذي كان مغيّبا عما يدور حوله من الأحداث والمجريات.
وأردفت الشبكة أنّ الإنجازات التي حققتها في نقل الأخبار وقصص الإنسان، لم تنحصر في العالم العربي فحسب، وإنما امتدت إلى أنحاء العالم كله، موضحة أنّ قناة الجزيرة الإنجليزية تُتابع الآن من قبل ما يزيد عن 130 دولة.
وأكّدت الشبكة في رسالتها على ضرورة إسماع صوت وقصص الإنسان في الوقت المناسب إلى العالم بأسره، موضحة أنّه من حقّ الجميع معرفة ما يدور حوله في العالم، وكذلك من حقّه الوصول إلى الأخبار التي لا تخضع لسيطرة خطاب الحكّام.
ونوّهت الجزيرة إلى أنّ حرية التعبير، وأداء الصحفيين لمسؤولياتهم بحريّة ومن دون قيد أمر متعارف عليه في مناطق كثيرة من العالم، إلا أنّ هذه الأمور في العالم العربي غالبا ما تخضع لتحديات خاضعة لحسابات ومصالح سياسية، مضيفة أنّ نقل معلومات موثوقة يعدّ واحدا من الأعمدة الرئيسة التي يقوم عليها مجتمع سليم ومعافى.
وتابعت في الإطار نفسه، أنّها على مدى السنوات الطويلة من انطلاقتها التزمت بمعايير سرد الأخبار وتغطية الأحداث ونقل القصص بمنهج متوازن، وأنّها حاولت أن تكون صوتا لمن لا صوت له، موضحة أنّها سلطت الضوء على كثير من القصص والحكايات المظلمة، وكل ذلك في إطار من الصدق والمسؤولية.
وذكرت أنّها لا تحرص على نقل ما يدور في العالم العربي فحسب وإنما نقل ما يدور في العالم بأسره، إذ قالت: "كل يوم ننقل حكايات وقصص من العالم العربي وأفريقيا وآسيا وأوروبا ومن أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية.
وأوضحت أنّه بإمكان الجميع رؤية روح التفاني التي يعمل بها صحفيو الجزيرة، والذين يسعون إلى نقل الأخبار من قلب الحدث، معرضين حياتهم للخطر والموت، كما حدث لكثير من مراسليها في أثناء تغطيتهم للحروب في بلدان عدّة مثل سوريا والعراق وغيرهما.
وأضافت: "ملايين المشاهدين حول العالم خير دليل على جودة العمل الذي نقوم به، والجزيرة على مدى عشرين عاما من انطلاقتها كانت وستظل صادقة مع مشاهديها ومتابعيها، وستمدّهم بالأخبار بنزاهة واستقلالية تامة.
ورفضت الجزيرة اتهامها بالتحيّز لصالح طرف ضد طرف آخر، في أثناء نقلها وتغطيتها للأخبار والأحداث في بلدان الربيع العربي، واصفة ذلك بالهراء، مؤكدة أنّ معالجتها للقضايا تكون في إطار من النزاهة والصدق، مشيرة إلى أنّ كل ما عرضته وتعرضه الجزيرة متاح أمام الجميع، للتأكد من مصداق قولها، وأنها تسير وفق مسار لا تنأى بنفسها عن المساءلة والمحاسبة..
وأردفت أنّها اتُهمت بالتطرف مرارا لمجرّد إجرائها مقابلات مع أعضاء تابعين لـ "طالبان"، موضحة أنّها لم تقم بتلك المقابلات إلا في إطار المهنية في الصحافة، ونقل آراء ورؤى الأطراف جميعها، بقصد الاستماع إلى كافة الأطراف، مضيفة: "نحن ندافع عن حرية التعبير، ونؤمن بحق الحصول على المعلومات، ولا نتحدث بلسان أحد، ولا ننحاز لأي طرف ولن نكون منحازين في المستقبل".
وذكرت أنّ مهمتها تتلخص بتغطية الأحداث حسب ما تقتضيه المعايير المهنية، وأنها لم تنحاز على مدى السنوات الطويلة لأي طرف من الأطراف، لافتة إلى أنّ القناة لم يكن لها دور في إنشاء الثورات والأحداث، وأنها اكتفت فقط بنقل ما يدور على الأرض، متبعة بذلك الصدق والأمانة.
وأعربت الشبكة عن فخرها بمهنيتها، وعن احترامها وشكرها لكل من يعدّ الجزيرة منبرا للحصول على معلوماته.
جدير بالذكر أنّ منظمة حقوق الإنسان "هيومان رايتس ووتش"، والاتحاد الدولي للصحفيين، إلى جانب منظمات دولية مختلفة، انتقدت مطالبة دول عربية بإغلاق قناة الجزيرة، في الوقت الذي وصفت فيه قطر طلب الإغلاق بـ غير الواقعي واللامنطقي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!