ترك برس
وجّه الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "معاذ الخطيب" كلمةً للسوريين المقيمين في تركيا، على خلفية التوترات التي شهدتها بعض المدن التركية بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك، داعياً إياهم ألا يكونوا جزءً من أية إشكالات، أو صفقات، أو تحريضات معينة من قِبل بعض الأطراف التي تهدف لزرع الفتنة بين الشعبين الشقيقين.
وأضاف الخطيب: "كلنا يعاني ويتألم لما جرى في بلدنا، ونتجه إلى فناء وجودي، في حال لم نتدارك الأمر، وهذا لا يمكن إلا من خلال أن نكون يداً واحداً في كل الأمور الإيجابية."
ولفت الخطيب الانتباه إلى أن السوريين يتعرضون لإشكالات عديدة، قد يقف وراءها جهات غير معروفة، تهدف لتشويه صورة السوريين في دول اللجوء، مشدداً على ضرورة توخي الحذر من الدخول في أي إشكالات قد تقف وراءها جهات معينة، تسعى لزرع الفتنة بين اللاجئين السوريين، والأخوة الأتراك.
وقال الخطيب: "نحن شعب فعّال، ونشيط، يحب الحياة، والحركة، فيه خير كثير، وعلينا أن نحافظ على هذه الإيجابيات، وأن نتدارك ما يكون فينا، إذ نحن لسنا بملائكة، تصدر منا هفوات، وأخطاء، علينا أن نتجاوزها دائماً."
ودعا الخطيب إلى ضرورة احترام الشعوب التي يُقيم السوريون بينها، وخصوصاً الأخوة في تركيا، قائلاً: "الأخوة في تركيا فتحوا لنا ديارهم، وقلوبهم، وما لقينا منهم إلا كل خير، وأحياناً يوجد ملاحظات، وحقوق نطالب بها، وبعض الأمور التي تحتاج لمعالجة، إلا أن تركيا دولة مؤسسات، وفيها حرص شديد من المسؤولين على حل الإشكالات، لذا علينا أن نأتي الأمور من أبوابها.
وشدد على ضرورة أن يكون اللاجئين السوريين رسل خير، لبلدهم وأهلهم، مُضيفاً: "علينا أن نستفيد من إيجابياتنا، وإيجابيات من حولنا، ونتجاوز سلبياتنا، وسلبيات من حولنا، وأن ندرك تماماً أنه لكل شعب طبائعه، وعاداته، وألا نخدش هذه الطبائع، والعادات، وأن نحترمها في كل مكان، والشعب التركي شعب مجد ونشيط، ويحترم من يعامله بطريقة راقية، ويبادل الإحسان إحساناً، وهنا دورنا أن نزيد صورتنا بهاءً وضياءً، وأن نكون قدوة حسنة."
من جانبه قال المهندس ورجل الأعمال التركي "يوسف كاتب أوغلو" إن تركيا لا تعتبر الأخوة السوريين لاجئين، بل تعتبرهم ضيوفاً، وبالتالي تحاول تركيا أن تُقدم أفضل ما يمكن من معايير إكرام الضيف.
وتعليقاً على الأحداث الجارية مؤخراً، أفاد أوغلو في مقابلة تلفزيونية على قناة "BBC" أن ما يحدث، وما يتم تداوله بين بعض الأوساط الاجتماعية، هو تضخيم كبير جداً، لبعض المشاكل التي حدثت ما بين الضيوف السوريين، والمواطنين الأتراك، وهذا التضخيم ربما يخدم بعض الجهات السياسية المحلية، وخصوصاً الأحزاب المعارضة، وعلى رأسها "حزب الشعب الجمهوري".
وأشار أوغلو إلى وجود تعمّد لإثارة فتنة، وزوبعة كبيرة، إلا أنها لن تحمل أي قيمة، موضّحاً: "سبق أن أعلنت وزارة الداخلية التركية أن نسبة الجرائم التي كان السوريون طرفاً فيها تقل عن 2 في المئة، إذاً هنالك تضخيم حقيقي، ومحاولة لزرع فتنة، لتستغل لأغراض سياسية داخلية."
وأضاف أوغلو أن بعض مناطق تركيا شهدت فعلاً بعض المشادات والمشاكل، إلا أن ما يتم الآن هو عبارة عن حملة افتراءات ضد الأخوة السوريين، وما يحدث من تحركات بعض الجهات ضد وجود الضيوف السوريين في البلاد، هو محاولة لزرع فتنة، وافتعال أزمة من لا شيء، من خلال استغلال بعض الحوادث الجانبية، لمحاولة تسييس هذا الموضوع.
وأكّد أوغلو أن تركيا لن تسمح أن يكون هنالك من يفتري على الضيوف السوريين، حتى ولو كانوا أتراكاً، مسيّرين لأحزاب أخرى.
وكان نائب رئيس الوزراء التركي "نعمان قورتولموش"، قد دعا شعب بلاده إلى التحلي بالفطنة حيال الأحداث التي وقعت مؤخراً بين لاجئين سوريين ومواطنين أتراك، مؤكداً أن تركيا ستواصل مد يد العون للسوريين، ومفنّداً المزاعم "الكاذبة" حول تورط السوريين بالجرائم في تركيا.
ويُذكر أن وزارة الداخلية التركية، كانت قد صرّحت أن تضخيم الأحداث المؤسفة التي تقع أحيانا بين اللاجئين السوريين، والمواطنين الأتراك في بعض المناطق، يهدف إلى زرع الفتنة بين الطرفين، وجعلها أداة لتحقيق غايات سياسية داخلية، مضيفتاً أن المعطيات الرسمية الموجودة لديها، تُشير إلى أن نسبة انخراط السوريين في المشكلات، والأحداث المؤسفة، أقل بكثير من النسب التي يتم الترويج لها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!