ترك برس
زعم موقع إماراتي أن تركيا ستكون قريبًا هدفًا لمطالب الدول العربية وغير العربية "بتقنين محاربة الإرهاب"، بسبب شراكتها مع قطر "في رعاية شبكة من التنظيمات الإرهابية"، مستندًا إلى تقارير إعلامية تتحدث عن أهداف جولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى السعودية والكويت وقطر.
ونقل موقع "إرم نيوز" الإماراتي، في تقرير، عن مركز ستراتفور الاستخباراتي الأمريكي، أن جولة أردوغان الخليجية "محاولة يائسة" لتصحيح خطأه في الاصطفاف إلى جانب قطر في أزمتها مع "دول خليجية أخرى أمضى وقتًا طويلاً في التقرّب منها ومحاولة شراء رضاها السياسي والاستثماري".
وبحسب الموقع الإماراتي، فإن مركز "ستراتفور" أشار في موقعه الإخباري إلى أن ما كرره أردوغان من رغبته في التوسط بأزمة قطر، لن يقدم شيئًا جديدًا على أزمة تبدو الآن مغلقة، وأضافت: "أغلب الظن أن جولته ستزيد تعقيد الأزمة وإطالة أمد حلّها".
واعتبر "إرم نيوز" إن "ستراتفور" لم يكن وحده الذي يقرأ احتمالات أن تؤدي جولة أردوغان إلى تعقيد أزمة قطر وإطالتها، "فقد استذكرت التغطيات الإخبارية لهذه الجولة أن تركيا تعرف تمامًا بأنها قريبًا ستكون هدفًا لمطالبات الدول العربية وغير العربية بتقنين محاربة الإرهاب، كونها شريك لقطر ليس فقط في رعاية وتوظيف مشروع الإخوان المسلمين، وإنما أيضًا لشراكتهما في رعاية شبكة من التنظيمات الإرهابية التي تعمل في سوريا تحت مسميات مختلفة، ولها امتدادات في العراق وليبيا".
وزعم الموقع أن "في التحليلات التي تتحدث عن الأهداف الأخرى الأكثر أهمية التي تقف وراء جولة أردوغان الخليجية، جرى استذكار أن الرئيس التركي، الذي يوصف بأنه يحمل أجندة شخصية عقائدية مناقضة لأجندة ومصالح بلاده، يعرف تمامًا أن قطر أغلقت أبواب الحوار الحقيقي واستقوت بأردوغان ليمنحها غطاءً عسكريًا ليس فقط ترفعه في وجه دول الجوار العربية، وإنما أيضًا ترهب به مواطنيها في حال التفكير بالتحرك الشعبي".
وادّعى الموقع الإماراتي أن التغطيات الصحفية الأمريكية "لاحظت أن أردوغان باتصاله الهاتفي مع أمير قطر، والذي سبق الإعلان عن جولة هذا الأسبوع، أراد أن يمّرر انطباعًا غامضًا بأنه يحمل للمملكة العربية السعودية تنازلات قطرية سرّية. لكن هذه الرسالة المشفّرة لم تصمد طويلاً بعد خطاب أمير قطر، فضلاً عن أنها لم تلق الاهتمام الذي كان يرمي إليه أردوغان وهو يقوم بجولة وصُفت في أكثر من موقع بأنها يائسة وتستهدف مساعدته في أن ينزل عن صعد إليها في بداية الأزمة".
وأشار إلى أن "أردوغان سيسعى في السعودية لضمان إدامة الاستثمارات الخليجية في تركيا، وهو أمر تعرف أنقرة أن انحيازها الاستعراضي لقطر سيكلفها الكثير على المستويات التجارية، فضلاً عن تصنيفها كدولة إرهابية في مرحلة لاحقة قد لا تكون بعيدة.. فوصول دول المقاطعة إلى مجلس الأمن سعيًا لتقنين أدوات وآليات محاصرة الإرهاب، أمر التقطته تركيا أردوغان بأنه لن يستثنيها".
وقال إن أردوغان "رأى في التقارب السعودي العراقي بابًا آخر يحمل رسائل متعددة المضامين، ليس أقلها أن الفزعة العسكرية التركية لقطر، يمكن أن يقابلها حياد خليجي وربما تفهم مؤثر للمطالب الكردية في شمال العراق وشمال سوريا على طريق طموحاتهم الوطنية والفيدرالية".
ونقل الموقع عن أستاذ العلاقة الدولية في جامعة كولتر باسطنبول، يورا البيرقدار، بأن "جولة أردوغان الخليجية لا علاقة لها إطلاقًا بالوساطة؛ فقد اكتشف الرئيس التركي في الاصطفاف مع قطر أنه أخطأ كثيرًا وعميقًا في وضع أجندته الشخصية والعقائدية قبل مصالح بلاده. ولذلك، فإنه سيحاول الآن أن يقلص حجم الخسارة التي وقعت على تركيا".
ويضيف البيرقدار: "إذا لم يستجب أردوغان للإصرار الخليجي على خروج القاعدة التركية من قطر، فإن جولته هذه ستؤدي إلى عكس ما أراده منها. عكسه تمامًا"، بحسب "إرم نيوز".
وقبل يومين، قالت الرئاسة التركية إن الرئيس أردوغان سيزور في 23 و24 من تموز/يوليو الجاري كلا من المملكة العربية السعودية والكويت وقطر، وسيلتقي في مدينة جدة السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وفي العاصمة الكويتية سيلتقي الرئيس أردوغان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ليتوجه بعد ذلك إلى قطر للقاء أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وبحسب الرئاسة، فإن من المنتظر أن يبحث أردوغان مع قادة الدول المذكورة العلاقات الثنائية والتطورات على الساحة الإقليمية والدولية، وفي هذا الإطار سيتم التداول حول إمكانية اتخاذ خطوات من شأنها حل الأزمة بين الدول الخليجية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!