كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
تفضل الدول العيش بسلام وأمان واستقرار، ولا تلجأ للحرب إلا في حالات الاضطرار. الأمر لا يختلف بالنسبة لتركيا، فالحزب الحاكم صبر إلى أن بلغ السيل الزبى. وسعى وراء حلول حسنة النية لمدة طويلة من أجل إنهاء إرهاب حزب العمال الكردستاني.
ويمكننا القول إن جميع الحكومات تقريبًا انخدعت بوهم إمكانية العيش بسلام إلى الأبد في منطقة تفور وتغلي كالشرق الأوسط. وتعامى الجميع عن تحضيرات الغرب لتقسيم تركيا بموجب مبدأ "سلام في الوطن، سلام في العالم".
حال النظام التعليمي دون رؤية الأجيال الجديدة الوجه العدائي والاستعماري والدموي للغرب. جزء كبير من عالم السياسة والإعلام وشريحة واسعة من الشارع، يعتقد أننا نعيش في واحة سلام في الشرق الأوسط.
مخططات الغرب لتقسيم تركيا دائمة وليست مؤقتة، وهي هدف استراتيجي وليس تكتيكي. وهذا هو الوضع حاليًّا في الشرق الأوسط. عملية تقسيم تركيا بدأت في سوريا والعراق، ولأن الخطر لم يدخل في مجال رؤية شريحة واسعة لم تدرك بعد حجم الخطر القادم.
مما لا شك فيه أن قادة الدولة يرون الخطر المقترب، والتحركات في سوريا والعراق ناجمة عن السعي لحماية وجود البلد وليس لتوسيع نفوذ الدولة التركية. والعلاقات مع الولايات المتحدة وروسيا وإيران موجهة لهذا الهدف.
التحالف الذي يقف في مواجهة تركيا اليوم أكبر وأقوى من ذلك الذي واجهته الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى. التكلتل الغربي بزعامة الولايات المتحدة، التي تستضيف غولن وتدعم حزب العمال بالآلاف من شاحنات الأسلحة، لا يملك أي نية حسنة تجاه تركيا.
الصديق الاستراتيجي الحقيقي للولايات المتحدة، التي ماطلت تركيا وحالت دون اتخاذها التدابير، هو حزب العمال الكردستاني/ حزب الشعوب الديمقراطي، الساعي إلى تقسيم تركيا. حتى ألمانيا، حليفنا في الحرب العالمية الأولى، أضحت الحامي والراعي لتنظيم غولن وحزب العمال الكردستاني.
مضى على الحرب العالمية الأولى قرن من الزمن، وغيرت الدول من تكتيكاتها الحربية. تبدأ المخططات الخبيثة المخفية في طوايا الزمن بالظهور على حين غرة. ويعمل العدو على تقسيم وتمزيق البلدان دون أن يترك لها حتى الفرصة لاتخاذ التدابير والاستعداد.
لا شك أن تركيا بلد قوي، لكنها لا تملك التدابير والاستعدادات الكافية. ومع ذلك فقد استطاعت أن تحبط مخططات الغرب في حدودنا الجنوبية. لكننا نسير على صراط كحد السيف. الكيانات من قبيل تنظيم غولن وحزب العمال الكردستاني وحزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي وداعش ليست سوى دمى قد تعمل على عرقلة مسيرة تركيا. وينبغي علينا ان ننظر إلى من يمسك بخيوط هذه الدمى.
إذا لم نتمكن، كدولة وشعب، من استنفار جميع قوانا فإننا سنعاني ضعفًا كبيرًا في مواجهة الخطر المقترب. ومقولة "إذا أردت السلام فكن مستعدًّا للحرب" تنطبق تمامًا على تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس