محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
في تصريح خاص أدلى به إلى هيئة الإذاعة البريطانية إبان احتلال الولايات المتحدة للعراق، قال الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية فيه: "عند القيام بالحملة على العراق ينبغي ألا يحدث اصطدام بين تركيا وأمريكا".
الجنرال الأمريكي أضاف خلال تصريحه المذكور أن بلاده واقعة في موقف صعب بين حليفين لها.
الجميع حلفاء للولايات المتحدة
جاء تصريح بترايوس هذا في أعقاب التطورات التي تلت رفض البرلمان التركي مذكرة "الأول من مارس"، التي تنص على مشاركة تركيا في التدخل العسكري الأمريكي في العراق. لكن الأهم من ذلك، أن الجنرال الأمريكي وصف كلًّا من العراق الواقع تحت الاحتلال، وتركيا البلد المستقل بأنهما "حليفان" لبلاده.
هذا التصريح يمكن أن يحتوي على أسرار فقدان الولايات المتحدة الأمريكية اعتبارها في العالم بأسره.
لا فرق بين بوش وترامب
في تلك الفترة، كان منصب الرئاسة الأمريكية في عهدة بوش، أما الآن فترامب يحكم البيت الأبيض، لكن لا شيء تغير. احتلت الولايات المتحدة العراق بحجة "إمكانية وجود علاقات له مع القاعدة" أو "وجود أسلحة دكار شامل".
لكن واشنطن اكتفت بالتفرج فقط على الإرهابيين وهم يقصفون تركيا حليفتها على مدى خمسين عامًا، من الأراضي العراقية الوااقعة تحت الاحتلال الأمريكي، وأوصتها بضبط النفس.
وكأن كل ذلك لم يكن كافيًا، تواصل الولايات المتحدة تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي، ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا.
الحليف الحقيقي
باختصار، أن تكون حليفًا للولايات المتحدة الأمريكية لا يعني الشيء الكثير. إذا وضعنا في الاعتبار أنها احتضنت عناصر تنظيم غولن، أو أنها اكتفت بالتفرج الانقلابيين فقط، يمكننا عندها أن نرى مدى خطورة التحالف مع الولايات المتحدة.
وعلى الأغلب، الحليف الحقيقي الوحيد للولايات المتحدة في الشرق الأوسط هو إسرائيل. فواشنطن دعمت تل أبيب في اجتياحها للبنان بسبب جنديين اختطفا، وأقرت الانتهاك الإسرائيلي للأراضي اللبنانية. لكن الإدارة الأمريكية أوصت وما زالت توصي تركيا بالصبر في مكافحة الإرهاب.
ما هذه القوة العظمى؟
بينما تهدد الولايات المتحدة اليوم كوريا الشمالية البلد الصغير، لا تأتي على ذكر مخزونها نفسها من الأسلحة النووية. فما هو مدى تقبّل الضمير العالمي تصوير الولايات المتحدة لكوريا الشمالية على أنها تهديد نووي؟
ومن جهة أخرى، يتعامل الرئيس ترامب بتسامح مع النازيين الجدد، الساعين إلى إعادة الولايات المتحدة للعصور المظلمة، لأنهم يشكلون الحاضنة الانتخابية له.
خرّبت الولايات المتحدة العراق الذي تحتله، لكنها الآن أشبه ما تكون به.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس