ترك برس
قبل ثلاثة أسابيع كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استراتيجيته الجديدة لحل أطول حرب أمريكية فى التاريخ، وانتقد باكستان لتقديمها ما أسماه "ملاذا آمنا" للعناصر الإرهابية، وحذرها من أنها ستخسر الكثير بمواصلتها إيواء الإرهابيين.
ونشر موقع فاليو ووك الأمريكي تقريرا للكاتبة الروسية بولينا تيخينوفا، رأت فيه أن باكستان فى طريقها لتشكيل جبهة موحدة مع تركيا والصين وروسيا ردا على استراتيجية الرئيس الأمريكي في أفغانستان، وأن البداية كانت بإعلان إسلام أباد عن سفر وزير خارجيتها، خواجه آصفي، إلى بكين وموسكو وأنقرة لإجراء محادثات لإيجاد حل للحرب الأفغانية.
الرد الباكستاني الفوري على استراتيجية ترامب الجديدة في أفغانستان
يقول خبراء إن جولة وزير الخارجية الباكستاني في الدول الثلاث المهمة والمؤثرة هي أول رد مباشر من جانب باكستان على استراتيجية ترامب التي أثارت الغضب في إسلام آباد. انتقدت باكستان انتقدت أكبر حليف لها في السابق لعدم اعترافها بتضحيات باكستان في الحرب ضد الإرهاب التي أسفرت عن مصرع حوالى 22 الف من المدنيين الباكستانيين وما يزيد عن 6800 جندي باكستاني، وتسببت في خسائر اقتصادية هائلة بلغت 118 بليون دولار.
وحذر الخبراء الولايات المتحدة التي أنفقت أكثر من تريليون دولار على الحرب الأفغانية منذ 16 عاما، من أن ضغوطها القوية على باكستان ستدفع الأخيرة إلى أحضان روسيا والصين. وفي الواقع، سارعت موسكو وبكين إلى الرد على تصريحات ترامب القاسية حول إسلام آباد والدفاع عن حليفهما فى الجولة الأخيرة من التوترات الأمريكية الباكستانية.
باكستان والصين وروسيا وتركيا تشكل جبهة موحدة
وتشير تيخينوفا إلى أن باكستان تسعى إلى اجتذاب تركيا إلى جانب شريكيها الرئيسيين في الحرب الأفغانية - الصين وروسيا - لتشكل استجابة متعددة الأقطاب للاستراتيجية الأمريكية الجديدة التي كشفت عن خطط لنشر 4 آلاف جندي فى هذه الدولة التى مزقتها الحرب.
ووفقا للكاتبة فإن الدول الأربعة تتقارب وجهات نظرها حول الأزمة الأفغانية تتمتع بالفعل بعلاقات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية وثيقة مع بعضها البعض، مما يرسي الأساس لاستراتيجية متماسكة لتحدي الجهود العسكرية الأمريكية المتجددة في أفغانستان.
ويقول المحلل السياسي الروسي، أندريه كوريبكو إن الولايات المتحدة قد "تحاول على الأرجح زرع الخلاف" بين باكستان والصين وروسيا وتركيا من خلال حرب المعلومات. مضيفا "أن الولايات المتحدة تريد تجنب التقارب الاستراتيجي بين هذه الدول الأربع الكبرى بشكل عام، وخاصة فيما يتعلق بأفغانستان".
إلا أن المحلل الروسي يصر على أن ذلك لا يعنى أن واشنطن ستنجح فى محاولاتها لتبطيئ التقارب الروسى الباكستاني الذي كان ثابتا منذ رفع روسيا الحظر المفروض على مبيعات الأسلحة لباكستان، وتقيم معها علاقات وثيقة منذ ذلك الحين.
هل تجهز باكستان والصين وروسيا وتركيا حلا عسكريا للحرب الأفغانية؟
واستبعد كوربيكو أن ترسل الدول الأربعة قوات عسكرية لحل الأزمة الأفغانية، مشيرا إلى إن من المرجح أن تقصر هذه الدول إجراءاتها على المجال الدبلوماسي. وقال " لا تريد أي دولة من هذه الدول أن تتورط في حرب بالوكالة مع الولايات المتحدة، ولكن دعمها السياسي يمكن أن يكون له تأثير قوي في إعطاء دفعة قوية لعملية السلام الأفغانية الميتة من خلال تجديد شبابها بالتنسيق موسكو"
وفى الوقت الذى لم يكشف فيه لوسائل الاعلام عن جدول أعمال المحادثات، فإن تشكيل جبهة موحدة بين باكستان والصين وروسيا وتركيا حول القضية الأفغانية يتوقع أن لا يصبح فقط استراتيجية لتغيير قواعد اللعبة لتحقيق السلام فى البلد الذي مزقته الحرب، بل سيساعد أيضا على "إحداث ثورة" في الجغرافيا السياسية الأوروآسيوية ككل، كما يقول كوريبكو.
هل يمكن أن تنضم تركيا إلى الكتلة التى تقودها الصين وروسيا "فى المستقبل القريب"
تقول الكاتبة الروسية إن دور تركيا احتل صدارة المحادثات الروسية الصينية الباكستانية حول حل الأزمة الأفغانية، بعد أن غير الرئيس، رجب طيب أردوغان خطط سياسته الخارجية، رأسا على عقب، فبعد عقود من طلب العضوية فى الاتحاد الأوروبي، أصبحت أنقرة مهتمة بشكل متزايد بالانضمام إلى منظمة شانغهاى للتعاون.
ويعتقد كوريبكو أن التعاون متعدد الأطراف والموثوق به بين روسيا والصين وباكستان وتركيا سيجعل أنقرة أقرب إلى الانضمام إلى منظمة شانغهاى للتعاون "في المستقبل القريب". وتأتي الزيارة القادمة لوزير الخارجية الباكستاني لتركيا في وقت يدرس فيه الاتحاد الأوروبي تعليق أو إنهاء محادثات انضمام تركيا.
وكبديل لعضويتها فى الاتحاد الأوروبى، من المتوقع أن تتبنى أنقرة الشراكة الناشئة مع روسيا والصين وباكستان. وعلى نحو متبادل، كثفت موسكو جهودها لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق مع أنقرة بشأن شراء نظام الدفاع الجوي S-400 في سبتمبر.
وقال كوريبكو إن مشاركة تركيا فى منظمة شانغهاى للتعاون ستسمح لباكستان والصين وروسيا وتركيا بتشكيل "تكتل داخل كتلة لتعزيز عمليات التكامل الإقليمي وإصلاح النظم الاقتصادية والمالية العالمية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!