سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
منذ بدئي العمل في واشنطن وأنا أكتب أن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة في غاية السوء، وهناك الكثير من التوتر ونقاط الانهيار، ومع ذلك لا توجد لدى الجانبين النية للعمل على الحيلولة دون وصول العلاقات إلى الانقطاع التام.
تعليق الولايات إجراءات التأشيرة في تركيا هو مجرد ذريعة، وفي الحقيقة يعيش البلدان أكبر أزمة سياسية بينهما على مر التاريخ.
التطورات الأخيرة تعني أن العلاقات التركية الأمريكية، التي تدهورت بشكل كبير عقب الشجار أمام مقر السفارة التركية بواشنطن، بلغت تقريبًا مرحلة الانقطاع التام.
إيران وفنزويلا
زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإيران والتقارب الدبلوماسي مع فنزويلا يكمنان وراء ستار القرارات المتخذة من جانب الولايات المتحدة بخصوص التأشيرة.
تؤكد مصادر أمريكية أن واشنطن تعتقد بضرورة تباحث تركيا مع إيران بشأن مشاكل المنطقة، وأنها كانت ستتلقى زيارة أردوغان الأخيرة لإيران بشكل طبيعي في الأوقات العادية، وتقول المصادر المذكورة إن واشنطن لم تبدِ هذا التفهم بسبب إقامة أنقرة علاقات مع إيران وفنزويلا وهما بلدان قررت أمريكا العمل على إجراء تغيير للنظام الحاكم فيهما.
الدور الإسرائيلي
التصريحات شديدة اللهجة تجاه إسرائيل خلال اجتماعات أردوغان في إيران أطلقت جميع أجراس الإنذار في واشنطن بشأن تركيا، وتزايدت معها حدة الأحكام المسبقة الموجودة أصلًا.
تتابع واشنطن مع إسرائيل بقلق منذ مدة القوة المتزايدة لإيران على الخصوص في سوريا والعراق، ومساعي طهران لزيادة قوتها.
واشنطن قررت الوقوف فعليًّا في وجه إيران في المنطقة. على سبيل المثال، ستلغي الولايات المتحدة خلال الأسبوع الحالي الاتفاقية التي أبرمتها مع طهران في عهد أوباما، وستفرض عليها عقوبات جديدة.
وعلاوة على ذلك، تقول مصادر مقربة من الإدارة الأمريكية إن واشنطن أطلقت مشروع تغيير النظام في إيران، وإنها قررت الاصطدام بها عبر أنشطة تجسسية. بمعنى أن هناك استعدادات لتنفيذ اغتيالات وهجمات بطائرات مسيرة ضد إيران.
تأثرت النظرة الأمريكية لتركيا، التي تقاربت مع روسيا عبر اتفاقية الصواريخ، بشكل سلبي أكثر فأكثر بسبب العلاقات مع إيران، التي تعد الهدف الرئيسي لواشنطن في المنطقة.
ما يمكن استخلاصه مما سبق أن الولايات المتحدة، التي لم تعين سفيرًا جديدًا لها بعد في أنقرة وتسيّر الأمور عن طريق القائم بالأعمال، لا تبدو عازمة على حل مشكلة التأشيرة حاليًّا. ونتيجة للموقف السياسي للإدارة الأمريكية فهي تؤجل تعيين سفير جديد.
وضع السفير التركي
هناك ضغوط من الكونغرس من أجل طرد السفير التركي في واشنطن منذ وقوع الشجار أمام مقر السفارة. ومن المنتظر أن تتزايد الضغوط مع أزمة التأشيرة الناشبة مؤخرًا.
وبدأت الأحاديث تدور في واشنطن أنه لن يكون مفاجئًا عودة القضية إلى أجندة إدارة ترامب من جديد، وأن تطلب هذه الأخيرة من تركيا سحب سفيرها من العاصمة الأمريكية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس