ترك برس
رأى المستشار والخبير الاقتصادي التركي بمركز الشرق الأوسط للأبحاث الاستراتيجية، هارون أوزتوركلر، أن التقارب بين بلاده وكل من العراق وإيران عقب الاستفتاء على انفصال إقليم شمال العراق، أمر إيجابي، يمهد لتعاون اقتصادي قد تمتد آفاقه لإقامة منطقة تجارة حرة.
وأكد أوزتوركلر، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية على ضرورة أن تؤسس الدول الثلاث (تركيا وإيران والعراق) تعاونا اقتصاديا فيما بينها، لافتا إلى إمكانية إقامة منطقة تجارة مشتركة بينهم خارج إطار منظمة شنغهاي للتعاون.
وتابع بالقول إن "سوريا يمكن أن تنضم في المستقبل إلى هذا التعاون، إذا تحقق، وذلك بعد أن تحل الأزمة وتنتهي الحرب فيها".
ولفت الخبير أوزتوركلر إلى أن التعاون بين الدول الثلاث سيكون دائما ومستمرا، وليس من قبيل رد فعل على الاستفتاء على انفصال إقليم شمال العراق الذي أجري في الخامس والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأضاف: "عندما ننظر في أبعاد توازن القوى والعلاقات في الشرق الأوسط نرى أن أساس هذا التعاون قد تشكل خلال العامين الماضيين ولو لم تحدث أزمة إسقاط الطائرة بين تركيا وروسيا لما وصلنا إلى هذه المرحلة قبل إجراء الاستفتاء على انفصال إقليم شمال العراق".
ورأى أن من الخطأ ربط التقارب بين الدول الثلاث بالاستفتاء بشكل كامل، قائلا: "تتعاون الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب مع التنظيمات الإرهابية في سوريا ما دفع تركيا للبحث عن شركاء آخرين لا يفعلون ذلك بغية حماية مصالحها".
وأشار الخبير التركي إلى أن حجم التجارة بين روسيا وتركيا بلغ 39 مليار دولار، ما يعني أن تركيا تمكنت من رفع حجم التجارة مع روسيا إلى هذا المستوى، في حين أن نسبة التجارة مع الاتحاد الأوروبي الذي يعد أكبر شريك لتركيا لم تبلغ نصف المجموع التجاري التركي.
وكشف الخبير أوزتوركلر أن أنقرة كانت تخطط لإقامة منطقة تجارة حرة للاستثمار مع لبنان والأردن وسوريا عام 2014، لكن هذا المشروع أخفق على خلفية الربيع العربي، حيث أكدت في تلك الفترة أن التكامل الاقتصادي بين هذه الدول الثلاث لا جدوى منه.
وأوضح أن نظرية التكامل الاقتصادي تحدد الشروط اللازمة للاندماج أو للتكامل الاقتصادي بغية تحقيق الرفاهية للمجتمعات في دول تتكامل اقتصاديا، وأحد هذه الشروط هي أن يكون الاقتصاد في تلك البلدان بمستوى معين حيث إن الكمال والإنتاج يرتفعان كلما ارتفع مستوى الاقتصاد.
وتابع: "أكدت على ضرورة اتجاه تركيا نحو التعاون مع دول مثل إيران والعراق وروسيا لأن هناك تكاملاً اقتصادياً بين تركيا وتلك الدول... أنا لا أقول ذلك انطلاقا من امتلاك تلك الدول مصادر طاقة في حين تحتاج تركيا للطاقة... فروسيا مثلا متطورة في مجال الصناعات الدفاعية بينما تركيا لديها إمكانيات كبيرة في مجال تكنولوجيا الغذاء والزراعة وقد بدأت روسيا منذ فترة بتنفيذ مشروع الإصلاح الاقتصادي وهنا ضمن هذا الإطار يمكن لتركيا البروز في مجال الزراعة."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!