ترك برس
في سياق التحركات الروسية الأخيرة حول سوريا، واستدعاء الأسد للقاء بوتين قبل يومين من عقد قمة سوتشي بين رؤساء تركيا وروسيا وإيران، رأى محللون إسرائيليون أن روسيا ستضطر إلى استرضاء جيران سوريا وأبرزهم تركيا والسعودية وإسرائيل من أجل التوصل إلى تسوية سياسية يكون من أبرز بنودها إنهاء حكم بشار الأسد.
وكتب تسفي برئيل محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة هآرتس أن لقاء الأسد وبوتين يوم الاثنين لم يكن يهدف إلى إجراء مشاورات بل إلى عرض الخطوط العريضة للخطة الدبلوماسية التي تعتزم روسيا تنفيذها في الاسابيع المقبلة في سوريا، حيث تم التوصل إلى "اتفاق" على مبدأين فوريين هما إعلان المرحلة النهائية من العملية السياسية وإنهاء التحركات العسكرية.
ومن أجل تنفيذ هذين المبدأين عقدت قمة سوتشي الثلاثية. أما الخطوة التالية فهي دعوة جميع أطراف النزاع إلى اجتماع آخر في روسيا، يليه مؤتمر جنيف الثامن الذي ترعاه الأمم المتحدة.
وأشار برئيل إلى أن هذه التحركات سبقتها أعمال تحضيرية روسية مطولة، حققت في الأشهر القليلة الماضية بعض التفاهمات المهمة، أولها حول مستقبل بشار الأسد الذي يرجح أن يستمر في منصبه إلى حين إجراء انتخابات جديدة أو إلى أن يتم تشكيل حكومة مؤقتة لصياغة الدستور الجديد الذي صيغت مبادئه بالفعل في موسكو. وبعدها، يختار السوريون قيادة جديدة. وهو مبدأ اتفق عليه الرئيس ترامب قبل ثلاثة أسابيع.
وحول مطالب تركيا، قال برئيل إن أهم مطلب لها هو وقف الدعم الأمريكي للمنظمات الكردية، وهو مطلب قوبل بالرفض حتى الآن. وتطلب أنقرة السماح لها بالسيطرة على مدينة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد لتضمها إلى المنطقة الأمنية الخاضعة لها. وتخشى روسيا من أن تؤدي هذه الخطوة إلى انسحاب الأكراد السوريين من العملية السياسية.
أما السعودية فقد تراجعت، كما يرى المحلل الإسرائيلي، عن معارضتها لاستمرار الأسد، لكنها ما تزال تصر على أن تضمن روسيا تقليص الوجود الإيراني في البلاد. وليس من الواضح ما إذا كانت إيران توافق على هذا الشرط، ولكن إذا وافق الطرفان على أن المرحلة العسكرية قد انتهت، وإذا بدأت روسيا سحب قواتها من سوريا، فمن الممكن أن تنضم إيران أيضا إلى هذه الخطوة.
من جانبه وصف محلل الشؤون السياسية ألون بن دافيد، الاجتماع السري بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبشار الأسد في مدينة سوتشي الروسية بأنه كان اجتماعا غير سار للأسد.
وقال بن دافيد في مقابلة مع القناة الإسرائيلية العاشرة، إن الرئيس الروسي أوضح للديكتاتور السوري أن حكم الطائفة العلوية في بلاده يجب أن ينتهي، كما عرض عليه فيلا في سوتشي يمكنه أن يقيم فيها عندما يستقيل من منصبه. وهو تغيير جوهري في موقف موسكو من حليفها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!