هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
لست من الذين يقيمون اعتبارًا لنظريات المؤامرة. ويمكنني القول إنني اعتبر معظم السيناريوهات المطروحة عند تحليل العلاقات الدولية مبالغ فيها.
لكن تحدث أمور في الآونة الأخيرة، لا بد للمرء أن يكون ساذجًا أكثر من اللازم حتى لا يرى أن هناك مكائد ومؤامرات تُحاك ضد تركيا.
خفضت وكالات التصنيف الائتماني درجة تركيا، ومُنع رجال الأعمال الراغبون بالاستثمار في تركيا، وجرت حملات لإخافة السياح من زيارتها، وقطع الاتحاد الأوروبي المساعدات التي تعهد بتقديمها، وحصلت التنظيمات الإرهابية التي تكافحها تركيا على الأموال والأسلحة.
هناك حرب جديدة اشتعل فتيلها ضد تركيا.
الدعوى القضائية التي بدأت بجلوس رضا زرّاب على كرسي الاتهام، وتحولت إلى محاكمة لنائب مدير بنك خلق التركي هاكان أتيلا، تتوجه إلى منحى مغاير تمامًا.
يدعي زرّاب أنه خرق الحصار المفروض على إيران بعلم وموافقة الدولة التركية، ويروي كيف تطورت العملية التي لعب الدور الرئيسي فيها بتفاصيلها. يتعاون زرّاب مع القضاء الأمريكي ويتهم عددًا من الأشخاص من أجل النجاة بنفسه.
على الرغم من أن تركيا ليست مجبرة على الالتزام بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران إلا أنها أصبحت في موقع البلد المتهم.
ليس معروفًا كيف تم العثور على الأدلة المقدمة إلى المحكمة، ومن الواضح أن معظمها وصل إلى الولايات المتحدة عبر طرق غير قانونية بدعم من تنظيم غولن.
تتجه القضية نحو استهداف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وإفقاد تركيا اعتبارها على الصعيد الدولي.. فقناة سي إن إن الدولية عنونت خبرًا أوردته أمس بـ "أردوغان قدم المساعدة لإيران".
وقبل ذلك روجت بعض الأوساط افتراءات على تركيا، التي كانت تجري المكافحة الأشد ضد تنظيم داعش، بالقول إنها "بلد يقدم مساعدات للإرهابيين الراديكاليين".
في أول تعليق له على الدعوى المستمرة في الولايات المتحدة، قال أردوغان إن العالم ليس عبارة عن الولايات المتحدة فقط، وأنا أشاطره الرأي..
نعم، الولايات المتحدة حليف لنا، لكننا لسنا مجبرين على التحرك بشكل مشترك معها في كل القضايا. إيران أمر واقع في منطقتنا، وعلاوة على ذلك هي جارتنا.
قادة تركيا ملزمون بحماية مصالح بلادهم وليس مصالح الولايات المتحدة. وتعرض المصالح الأمريكية للضرر من الأنشطة التجارية ليست من مسؤولية الحكومة التركية.
وإذا كانت بعض الأوساط في الولايات المتحدة تعتقد أن بإمكانها عبر هذا الطريق رسم خريطة لتركيا، كما فعلت في ليبيا ومصر والعراق وسوريا، فهي مخطئة تمامًا.
لأن تركيا ليست بلدًا يمكن طرحه على طاولة العمليات..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس