حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
أقولها من البداية: خلال إقامتي على مدى 30 عامًا في الولايات المتحدة، إذا كنت عرفت الشعب الأمريكي ولو قليلًا، أقول دون الحاجة إلى علم السياسة واستطلاعات الرأي وآراء الخبراء إن نهاية ترامب ستكون بعزله أو استقالته. سيمثل أمام المحكمة بتهمة الكذب، وبحسب الكثيرين فإنه لن يتقبل ذلك، كما يفعل المصابون باضطراب الشخصية النرجسية، وسيستقيل.
نائب الرئيس مايك بنس سيحل محله، وسيصدر في المساء ذاته عفوًا عن ترامب، في حين نضطر نحن للاستماع فترة أخرى لأخبار أفعال ترامب والأخطاء التي ارتكبها.
لكن قبل أن تصل الأمور إلى تلك المرحلة هناك حدث سياسي كبير قد يقع، وهو طرد المدعي الخاص ربرت مولر!
حقوقي وشرطي نموذجي هو مولر في أمريكا. شارك في حرب فيتنام ونال 3 ميداليات شرف. عمل في النيابة الفيدرالية وشغل منصب مساعد وزير العدل سنوات طوال. عينه بوش مديرًا لمكتب التحقيقات الفيدرالية، وأبقى أوباما عليه ليصبح ثاني أكثر من شغل هذا المنصب على مدى 12 عامًأ.
عُين مولر مدعيًا خاصًّا للتحقيق في ادعاءات تدخل روسيا عن طريق قراصنة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة. وما حصل عليه حتى الآن هو اعتراف مساعدين لترامب بأنهما كذبا خلال تحقيقات إف بي آي، وهما خبير علاقات عامة لم يسمع به أحد يُدعى جورج بابادوبولوس، والثاني الجنرال المتقاعد مايكل فلين، رئيس وكالة الاستخبارات الدفاعية السابق، وعمل فترة قصيرة مستشار الأمن القومي.
الحقوقيون المختصون في مجال تحقيقات إف بي آي وطريقة عمل المدعين الخاصين يعتقدون أن مولر يملك النص الكامل للقاء فلين مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك، وربما أكثر من ذلك، وأنه حصل على النص من خلال إرغام فلين على الإقرار بأنه لم يبح تمامًا بمضمون اللقاء.
ويعتقد محللون جمهوريون أن تقدم هذه التحقيقات سيشكل خطورة على ترامب، الذي لن يجازف بمنصبه، وسينهي عمل مولر. وبرأيي أيضًا سيعتقد ترامب أن بإمكانه، عبر تبني أفق سياسي ضيق كما حدث في عهد نيكسون، وقف التحقيقات من خلال طرد المدعي الخاص.
قد تتوقف تحقيقات مولر، لكن ضمير الشارع و"إف بي آي" لن يهدأ لهما بال، وبالنتيجة ستحفل الصحف بالوثائق المسربة من إف بي آي، والتي تكشف عن تلاعب ترامب ببعض الأمور.
وفي ظل هذا الجو الملتهب، في حال تقديم طلب مساءلة إلى مجلس النواب وإقرارها، ثم صدور قرار عن مجلس الشيوخ بإحالة الأمر إلى القضاء، فإن ترامب، بموجب حس الأنا المفرط لديه، لن ينتظر وسيستقل.
لا أدري ماذا سيكون رد فعل المؤسسات الأخرى، لكن الجيش الأمريكي سيطير فرحًا بهذه الاستقالة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس