ترك برس
عقب الانتقادات وردود الأفعال التركية ضد ما قام به وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، من إعادة نشر تغريدة مسيئة للقائد العسكري العثماني فخر الدين باشا وللرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تساءل محللون ومراقبون عن مدلول توقيت فعل بن زايد، خاصة وأن البلدين كانا يحاولان لملمة العلاقات في بداية 2016 وما تبعه من عودة للسفير الإماراتي إلى أنقرة، وزيارة لوزير خارجية تركيا إلى أبو ظبي.
في هذا السياق يعتقد الإعلامي المصري معتز مطر أن توقيت تصرف بن زايد له علاقة بتصريح سابق للرئيس التركي أردوغان، عقب أزمة القدس. حيث قال أردوغان في تصريحه الذي كان ينتقد فيه صمت بعض البلدان العربية إزاء قرار ترامب الأخير بشأن القدس: "إذا فقدنا القدس فلن نتمكن من حماية المدينة المنورة، وإذا فقدنا المدينة فلن نستطيع حماية مكة، وإذا سقطت مكة فسنفقد الكعبة."
ويرى الإعلامي مطر أن غاية بن زايد من تغريدته هذه، هي تشويه الصورة التاريخية لأردوغان ولأجداده، والزعم بأن "من ارتكبوا الجرائم بحق سكان المدينة المنورة ونهبوها وسرقوا آثارها، لا يمكنهم أو لا يحق لهم اليوم حماية القدس والدفاع عنها."
في رأي مشابه لهذا يرى الباحث والكاتب الصحفي الفلسطيني سعيد الحاج أن توقيت إعادة بن زايد لنشر التغريدة المذكورة، له علاقة بقضية القدس الأخيرة، حيث يقول الحاج بأن بن زايد حاول من خلال تصرفه هذا إظهار انزعاج بعض البلدان العربية بشكل عام والإمارات بشكل خاص، من المزايدة التركية بشأن القدس، مبيناً وجود حرص من قبل بعض الأطراف العربية على عدم تصدّر أنقرة منظومة العمل الرسمي الإسلامي المشترك.
يتابع الكاتب الفلسطيني بالقول إنه وعلى الرغم من هذا يبدو أن الأمر أبعد وأعمق من هذا بكثير، خاصة مع توجه بعض البلدان الخليجية في اتجاه مضاد للمصالح التركية، وكان آخرها المقابلة التي أجرتها صحيفة عكاظ مع قيادي في حزب "بي كي كي" المصنف إرهابياً في تركيا والعديد من دول العالم، ووصفت الصحيفة القيادي المذكور بـ "وزير خارجية حزب العمال الكردستاني."
ويختتم سعيد الحاج بالإشارة إلى الأزمة الخليجية الأخيرة، معتقداً أن دور تركيا المساند لقطر، تسبب بتكثيف الهجمات السياسية والدبلوماسية والإعلامية عليها من قبل الإمارات في الشهور الأخيرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!