برآت البيراق – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

نحن على أعتاب نهاية سنة تاريخية، حملت في طياتها عددا هائلا من الأمور الإيجابية لتركيا، كما علمتنا الكثير، واستفدنا من أخطائنا، وخلال نفس العام، مررنا بمرحلة هامة للغاية، استفدنا منها تجارب لا تقدر بثمن، سواء على الصعيد الشخصي أو المجتمعي أو المؤسساتي، وبلا شك سيكتب التاريخ قيمة وأهمية ما جبيناه خلال هذا العام.

برغم كل المشاكل والصعوبات التي عانينا منها على الصعيد السياسي والاقتصادي، وبرغم خيانة البعض لتركيا، إلا أن الأمة التركية، والدولة التركية، ازدادت من خلال هذه الأمور قوة على قوة، لتخرج من هذا العام أقوى من ذي قبل، فعلى الصعيد الاقتصادي تحديدا، قامت الدولة التركية بإحباط كل العمليات والأحداث التي كانت من الممكن أن تؤثر على الاقتصاد، لنحقق بذلك نموا اقتصاديا رائعا، وسينعكس ذلك بصورة إيجابية جدا على العام 2015.

2014 عام هام، لكنه كان صعبا أيضا، واعتقد أن العام المقبل 2015، سيكون عاما هاما أيضا بالنسبة لتركيا ولشعبها، لكنني اعتقد أنه سيكون نسبيا أقل صعوبة وحدة منه عن العام 2014.

نحن نعبر الآن من مرحلة الصعوبات، إلى مرحلة كثافة العمل، ندخل الآن مرحلة العمل بجهد أكبر على طريق تطور الدولة وتغيرها إلى الأفضل، ولهذا ستحل الجهود المضاعفة مكان الصعوبات التي عانينا منها خلال هذا العام.

برغم كل الأمور الإيجابية التي نتوقعها لدولتنا ولشعبنا، إلا أننا لا نستطيع التفاؤل بنفس الدرجة عند الحديث عن المسار الذي يتخذه العالم في هذه المرحلة، ونستطيع القول أنّ تركيا ستكون بانتظار صراعات ونزاعات اقتصادية عالمية، سينجم عنها عدة مشاكل وصعوبات سياسية ما بين دول العالم، لكنها بلا شك ستتجاوز كل الصعاب، خصوصا وأنها من الدول القليلة التي حافظت على استقرار اقتصادها خلال الأزمة العالمية التي حصلت سابقا.

تركيا بدأت أخذ مكانتها الرائدة في المنطقة وفي العالم بأسره، وأصبحت صاحبة كلمة ورأي وفعل، وهذا كله زاد نسبة وعي الشعب والدولة تجاه كل الأحداث التي جرت خلال الفترة الماضية، لتصبح تركيا ليست صاحبة القول في المنطقة فحسب، وإنما صاحبة فعل أيضا، من أجل تحقيق السلام والاستقرار العالمي، ويزداد إيماننا بقدرة تركيا على تحقيق ذلك يوما بعد يوم.

وهنا لا بد أنْ نشير إلى أولائك الذين لم يستفيدوا الدروس والعبر من الأحداث التي جرت خلال العام المنقضي، أولائك الذين كان شغلهم الشاغل الفتنة والفساد والإفساد، نقول لهم، أنتم في مرحلتكم الأخيرة، لأن الدولة والشعب يدركون تماما حيثيات كل الأحداث التي جرت، فهم يعرفون جيدا الآن، أولئك الذين سعوا ويسعون إلى إفساد وحدة الشعب والدولة، أولئك الذين يتحالفون مع الغرب من أجل تحقيق أهدافه. ونحن نؤمن أنّ العام 2015، سيكون عاما لمسح من هم على هذا الطريق، من التاريخ التركي الحديث.

عن الكاتب

برآت ألبيراق

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس