نديم شنر – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
لفت المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" جون برينان، في 2016، إلى احتمال تقسيم سوريا والعراق، وقال:
" لا أدري مدى إمكانية رأب الصدع وإعادة توحيد سوريا والعراق، ولست متأكداً من إمكانية إنشاء حكومة مركزية قادرة على الإدارة بشكل عادل في كلا البلدين، لكن من الممكن أن يكون هناك حكومة مركزية ومناطق حكم ذاتي تنضوي جميعها تحت جسم اتحادي، وبطبيعة الحال، فإن تحقيق ذلك منوط بالتطورات التي ستشهدها المنطقة خلال السنوات الثلاث أو الأربع القادمة ".
عندما يكون المتحدث مدير "سي آي إيه" فالكلام يحمل على أنه مخطط، وليس "تحليلًا". لم يكن هناك داعٍ للانتظار ثلاث أو أربع سنوات، كما قال برينان. فبعد مرور عام واحد فقط على هذه التصريحات بدأ تطبيق مخطط تقسيم سوريا.
وعند الأخذ بعين الاعتبار أن برينان كان مدير "سي آي إيه" في عهد أوباما، يتضح بشكل جلي أن خطة تقسيم سوريا هي قرار يتجاوز إرادة الرئيس الحالي دونالد ترامب.
التعاون مع الإرهابيين
تنفذ الولايات المتحدة هذا المخطط بالتعاون مع أذرع حزب العمال الكردستاني. وكما أنها غضت الطرف عن خروج مسلحي تنظيم داعش من الرقة، فهي تستخدم في مخطط التقسيم هذا قوات سوريا الديمقراطية، المكونة في معظمها من حزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب، ذراعي حزب العمال في سوريا.
والمسوغات الأمريكية في هذا الخصوص واضحة للغاية، طالما استخدمت واشنطن عناصر حزب العمال لن يموت جندي أمريكي واحد. وبهذا فهي تسيطر على مناطق لنفسها في سوريا باستخدام حزب العمال.
أرسلت الولايات المتحدة حتى اليوم قرابة 5 آلاف شاحنة محملة بالأسلحة إلى وحدات حماية الشعب، وهي تتقدم خطوة خطوة نحو تأسيس دولة إرهابية على طول خط حدودي مع تركيا يبلغ 600 كم.
أمن إسرائيل
كل هذه المخططات لها هدف وحيد، وهو أمن إسرائيل. والبلد الذي تعتبره الولايات المتحدة تهديدًا بالنسبة لأمن إسرائيل هو إيران. استخدمت واشنطن تعريف "دولة داعمة للإرهاب" بشأن إيران، في وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأخيرة التي أعلنها ترامب.
وفي سبيل أمن إسرائيل ستحاول الولايات المتحدة، التي دعمت بشكل صريح الاحتجاجات الأخيرة في إيران، تجربة كل الطرق المتاحة من أجل الإطاحة بالنظام في طهران. وربما تستخدم المنطقة الواقعة تحت سيطرة حزب العمال في سوريا قاعدة من أجل الهجوم على إيران.
وإلا فما حاجة الولايات المتحدة إلى 13 قاعدة عسكرية؟ فضلًا عن أنها لا تتورع عن تشكيل قوة أمنية حدوية قوامها 30 ألف عنصر في منطقة سيطرة حزب العمال، وهو تهديد صريح لأمن تركيا.
من له حدود مع هذه المنطقة الإرهابية التي تخضع لحزب العمال الكردستاني؟ إنها تركيا. ففي نهاية المطاف، ستدخل تركيا في قتال مع أذرع الحزب وبالتالي مع الولايات المتحدة التي تقف وراءها.
وبالمختصر المفيد، إذا كان لديك حليف كالولايات المتحدة يتعاون مع حزب العمال الإرهابي، ويحمي تنظيم غولن، فلا حاجة لك بعدو أبدًا..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس