ترك برس
في الوقت الذي تواصل فيه بعض وسائل الإعلام العربية حملة تحريض ونشر أكاذيب ضد تركيا وزعامتها، رصد الكاتب والصحفي الألماني، جوزيف كرواتورو، تمويل الإمارات لمنصة إعلامية جديدة ظهرت قبل بضعة أشهر، وهي موقع أحوال تركية الذي يصدر باللغات الثلاثة العربية والتركية والإنجليزية، متهما الموقع في نسخته العربية بالتلاعب في التغطية الإعلامية بهدف الإساءة إلى القيادة التركية.
وأشار كرواتورو في مقال نشره موقع قنطرة إلى أن موقع أحوال انضم في الآونة الأخيرة إلى المنصات الإعلامية المعارضة للحكومة التركية في المنفى بهدف تحقيق تأثير دولي أوسع. وهذا الموقع الإخباري الجديد، الذي يتّخذ من لندن مقرًا له ويعمل من داخل عدة دول أخرى، اختار بعناية اسمه التركي المشتق من اللغة العربية "أحوال"، وهو الموقع الإخباري الأوّل من نوعه الذي يتوجه إلى القراء العرب بالإضافة إلى القرَّاء الناطقين بالتركية والإنكليزية.
أمّا المسؤول عن موقع "أحوال تركية" فهو الصحفي التركي يافوز بيدَر البالغ من العمر واحدا وستين عامًا -وهو أحد مؤسِّسي الموقع الإخباري الاستقصائي التركي-الإنكليزي "منصة 24"، الذي تم إطلاقه عام 2013. وقد غادر يافوز بيدر تركيا مباشرة بعد الانقلاب، وعمل لأكثر من نحو عام كاتب عمود في صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية.
ولفت الصحفي الألماني إلى إن الأخبار المنشورة باللغة العربية في هذا الموقع ترتبط على الأرجح بمموِّله الجديد، أي: مؤسّسة "العرب" العالمية للصحافة والنشر في لندن، والتي تقوم -منذ أن أسسها الصحفي الليبي المنفي أحمد الصالحين الهوني في عام 1977 - بنشر صحيفة تحمل الاسم نفسه وتدعو منذ عقود من الزمن للوحدة العربية والعلمانية.
وأضاف كرواتورو أن مؤسسة العرب أصبحت تمول منذ مدة طويلة من قِبَل دولة الإمارات العربية المتَّحدة، التي تهتم على الأرجح بمصالح سياسية خارجية أكثر من اهتمامها بالمصالح الأيديولوجية وتنتقد تركيا بشدة، وذلك بسبب تعاطفها مع جماعة الإخوان المسلمين المصرية، على حد قوله.
وتابع أنه على العكس مما تبدو عليه المنصات الإعلامية التركية التي تتّخذ من ألمانيا مقرا لها، فإن موقع "أحوال تركية" لا يعمل مطلقا على أرض محايدة سياسيا. وإن كان رئيس تحريره، يافوز بيدر يدعي أنه يتمتع بكامل الحرية في صياغة المحتويات وأنه لا يريد ممارسة أي عمل عسكري معارض، بل ممارسة صحافة موضوعية.
التلاعب في التغطية الإعلامية في النسخة العربية
ولكن كرواتور يرى أن ادعاء رئيس التحرير غير صحيح ولا سيما في النسخة العربية، على الأقل في تغطية الموضوع الشائك "جماعة الإخوان المسلمين". وضرب مثالا على ذلك بمقال نشرته النسخة العربية لأحوال تركية لهشام النجار، الصحفي المصري في جريدة العرب، ولم ينشر في النسختين الإنجليزية والتركية.
وقال كرواتور إن هذا الصحفي المصري يحاول يائسا أن يربط تعليق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان على الهجوم المدمر الذي استهدف مسجدا في شمال سيناء - وجاء فيه: "الإرهابيون ليسوا مسلمين بل قتلة" - مع تصريح مماثل لحسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين. ففي شهر كانون الأول/ ديسمبر 1948 أدان البنا اغتيال رئيس الوزراء المصري، محمود النقراشي، على يد شخص متطرف من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين، بقوله: ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين.
وأضاف أن هذه المقارنة التي يقوم من خلالها هشام النجار بربط أردوغان بالإرهاب، ليست المثال الوحيد على التلاعب في التغطية الإعلامية. فحتى هذا الاقتباس المذكور عن حسن البنا يجب التعامل معه بحذر، وذلك لأنه يرد في شبكة الإنترنت العربية ضمن جميع أنواع السياقات، بينما يتم وضعه ضمن تسلسات زمنية مختلفة.
ولكن كرواتور يستدرك أن وجود مثل هذه التقارير التي تهدف إلى التلاعب بمجموعات معينة من القراء، وتسفر في بعض الأحيان عن اختلافات كبيرة بين نسخ موقع "أحوال تركية" اللغوية الثلاث أمر نادر.
ويذكر الصحفي الألماني في ختام مقاله أن موقع "أحوال تركية" يريد التعبئة ضد أردوغان وحكومته بخطاب مخيف أحيانا، ويضرب مثالا على ذلك بالصحفي التركي، إلهان تانير، المسؤول عن النسخة الإنجليزية، الذي يرى في تحليله أن تركيا باتت في طريقها لتصبح دولة "شمولية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!