ترك برس
بعد مرور 24 ساعة على إعلان تركيا انطلاق عملية غصن الزيتون، تباينت المواقف الدولية والإقليمية حولها بين مؤيد ومنتقد لها، وأخرى فضلت الحيادية دون التعليق حتى الآن على الأقل.
الموقف الفرنسي جاء على لسان وزير الخارجية جان إيف لودريان، الذي أعلن عبر تغريدة له على تويتر، مطالبة بلاده باجتماع عاجل لمجلس الأمن من أجل تقييم الوضع في عفرين، فيما نشرت وزارته بيانا قالت فيه إن "لودريان" أكد خلال اتصاله مع نظيره التركي، ضرورة أن تتحلى أنقرة بضبط النفس.
وفي وقت سابق كانت واشنطن قد دعت أنقرة إلى التراجع عن تنفيذ عملية عفرين، وطالبتها بالتركيز بدلاً من ذلك على محاربة تنظيم "داعش".
أما إيران التي تعتبر إحدى الدول الثلاث الضامنة لمناطق خفض التصعيد بسوريا إلى جانب تركيا وروسيا، دعت اليوم الأحد إلى وقف العملية التركية، معتبرة أنها قد تساعد من وصفتهم بالإرهابيين. فيما أعلنت موسكو روسيا وعلى لسان فرانس كلينتسيفيتش النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، أنها لن تتدخل عسكريا في حال وقوع مواجهة بين النظام السوري وتركيا. هذا بعد أن كانت عبرت عن قلقها من العملية العسكرية التركية، ودعت إلى "ضبط النفس".
التصريح الروسي جاء بعد يوم واحد من توجيه موسكو رسائل مؤيدة -ضمنياً- للعملية العسكرية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن "الاستفزازات الأمريكية" كانت من العوامل الرئيسية التي أزّمت الوضع شمالي غربي سوريا ودفعت تركيا لشن عملية عسكرية في عفرين ضد مسلحي، فيما يقول محللون أن المقاتلات التركية ما كانت لتحلق في الأجواء السورية لولا موافقة موسكو على ذلك.
وعلى الجانب الأوروبي، أبدت بريطانيا تفهمها لعملية "غصن الزيتون" التركية في عفرين، حيث قال المتحدث باسم خارجيتها اليوم الأحد إن لدى تركيا العضو في حلف "ناتو" مصلحة مشروعة في ضمان أمن حدودها، موضحاً أن لندن ملتزمة بالعمل بشكل وثيق مع تركيا وحلفاء آخرين لإيجاد حلول في سوريا.
في السياق ذاته أعلن مسؤول لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو" عن دعم الحلف لتركيا في عملية غصن الزيتون مبيناً أن تركيا تقع في منطقة تسودها الفوضى، وأنها تعرضت لخسائر كبيرة بسبب الإرهاب.
وشدد مسؤول الحلف على أن كافة الدول تتمتع بحق الدفاع عن النفس، لكن يجب أن تقوم بذلك بشكل متوازن ومعتدل، مشيراً إلى أن تركيا زودت حلفائها في "ناتو" بمعلومات حول العملية وأن "ستولتنبرغ" الأمين العام للحلف، في حالة اتصال مستمر مع المسؤولين الأتراك.
وعلى الصعيد العربي أعربت مصر في بيان لوزارة خارجيتها، عن رفضها التدخل العسكري التركي شمالي سوريا، واعتبرت أنه يمثل انتهاكا جديدا للسيادة السورية، ويقوض جهود الحلول السياسية القائمة، وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا.
هذا وتزامن انطلاق عملية "غصن الزيتون" مع اتصالات دبلوماسية تجريها أنقرة مع عدة أطراف دولية وإقليمية، لتزويدها واطلاعها على سير العملية وتطوراتها على الساحة.
فقد استدعت الخارجية التركية اليوم الأحد، السفير كريستيان بيرغر رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى تركيا، وأطلعته على تطورات عملية "غصن الزيتون".
وفي وقت سابق اليوم، أطلعت الخارجية التركية سفراء كل من الأردن والعراق ولبنان وقطر والكويت والسعودية، على معلومات حول العملية ذاتها. وأمس السبت، أطلعت الخارجية التركية أيضاً، رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين بالإضافة لإيران، على معلومات حول العملية.
ومساء أمس السبت أعلنت رئاسة الأركان التركية، انطلاق عملية غصن الزيتون بهدف "إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة والقضاء على إرهابي "بي كي كي /ب ي د/ي ب ك" و"داعش" في مدينة عفرين، وإنقاذ سكان المنطقة من قمع الإرهابيين."
وبدأت العملية بقصف للمدفعية التركية، ثم شنت 72 مقاتلة تركية أكثر من مئة غارة، أعقبه الإعلان صباح اليوم الأحد عن تقدم الجيش السوري الحر براً نحو عفرين، بدعم بري وجوي تركي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!