هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
عمل حزبا "الشعب الجمهوري" و"الشعوب الديمقراطي" على إظهار السوريين الذين هاجروا إلى بلادنا على أنهم "مصدر الشرور".
إذا حدثت سرقة أو اغتصاب يتهمان السوريين بها فورًا.
إذا ساء حال الاقتصاد فالسبب هو السوريون.
وإذا فاز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات، فالسوريون هم من صوتوا لصالحه.
وضع الحزبان تحركات السوريين تحت المجهر. إذا ذهبوا إلى الساحل فتبًّا لهم، وإذا عاشوا يومًا جميلًا بينما وطنهم يحترق فتعسًا لهم.
وإذا حاولوا الرحيل إلى أوروبا، فليبتلعهم البحر.
لكن ماذا عن من بقوا من أجل الدفاع عن وطنهم؟
هؤلاء أيضًا نالوا نصيبهم من الحزبين.
إنهم "جهاديون، ملتحون، متوحشون".
إن لم تكن من أنصار الأسد، وعلى الأخص إذا كنت تحارب وحدات حماية الشعب، فأنت إرهابي.
لم نسمع حزب الشعب الجمهوري حتى اليوم يعترض على ممارسات "شبيحة" الأسد.
لكنه لم يبخل بدعمه لوحدات حماية الشعب حتى اليوم.
الجيش السوري الحر يحمل على بزاته علمنا إلى جانب علم بلاده، وسقط منه أكثر من عشرة مقاتلين في عملية غصن الزيتون حتى اليوم. وهو لا يحمي وطنه فقط ضد وكلاء المحتلين، بل إنه إلى جانب جيشنا يحمي وطننا أيضًا.
تشويه صورة الجيش السوري الحر يتطلب التعاطف والتأييد القلبي لحزب العمال الكردستاني.
الربيع العربي هو مرحلة تقع على عاتقنا مهمة إعادته إلى السكة، وسوريا هي قلب هذه المرحلة، ولا بد أنها ستعود ذات يوم إلى مسارها.
أدت تركيا هذه المهمة بلسانها وقلبها منذ أعوام، واليوم هي تقوم بها بيدها. وأكبر شريك لها هو الجيش الحر، الذي يمثل غالبية الشعب السوري، ويقاتل جنبًا إلى جنب مع الجيش التركي.
وقعت سوريا تحت رحمة أسرة من الأقلية العلوية نتيجة صراع القوى في النظام الذي أسسته الإمبريالية العالمية، ولم ينل الشعب السوري من هذه الأسرة سوى الآلام والظلم.
كما أن الجيش الحر لم يتعرض لغدر الأسد فحسب، بل تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب وبالطبع روسيا والولايات المتحدة، ومع ذلك تمكن من الصمود، ويتعاون مع تركيا، التي يعتبرها الصديق الوحيد للسوريين.
تعاون الجيش الحر، المكون من العرب والتركمان والأكراد، مع تركيا سيكون أمرا لا غنى عنه من ناحية مصالحنا القومية عندما تعود المياه إلى مجاريها في سوريا مستقبلًا. لكني لست واثقة من أن حزب الشعب الجمهوري معني بمصالحنا القومية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس